كتب سهم العبادي:
منذ اللحظة الأولى والشارع الأردني لم يهدأ، المسيرات تملأ المدن والقرى والبوادي، والهتافات تدوي دعماً لغزة وأهلها. هذا ليس بجديد، فالأردن تاريخياً كان السند والحضن للقضية الفلسطينية، ولم يقصر يوماً في الوقوف إلى جانب الأشقاء. الجيش الأردني قام بما لم يجرؤ عليه أحد، كسر الحصار، أنزل المساعدات، أقام المستشفيات الميدانية، وفتح أبوابه لعلاج الأطفال. وعلى الصعيد الدبلوماسي، ظل الموقف الأردني هو الصوت الأقوى والأكثر وضوحاً في نصرة غزة، فلا أحد من هذه الأمة زاد على موقفه.
لكن البوصلة انحرفت…
ما يحدث الآن من خروج بعض الأصوات للطعن في الدور الأردني والجيش والمخابرات، والمطالبة بالعصيان المدني، هو انحراف واضح عن بوصلة الحق والوطنية. هؤلاء يتناسون ما قدمته الدولة بكل مكوناتها، شعبياً ورسمياً، في دعم غزة. هنا يجب على الدولة أن تتخذ موقفاً واضحاً وحازماً، فالسكوت عن هؤلاء يعني السماح بتشويه الحقيقة وتزييف الواقع. لا بد من ملاحقتهم قانونياً، لأن الطعن في دور الأردن ليس حرية رأي، بل انحراف وجحود لا يُغتفر.
سهم محمد العبادي