أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
.لقد فتح الله لبني آدم مدرسة الحياة منذ أن أهبط الله سيدنا آدم عليه السلام وزوجه وإبليس ومن معه إلى الأرض (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وقد فتح الله مدرسة خاصة لسيدنا آدم في السماء (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31))، فكان أول معلم في الكون هو الله سبحانه وتعالى وأول تلميذ في الكون هو سيدنا آدم عليه السلام. وبعد ذلك أرسل الله بأمره الحيوانات لتعليم بني آدم بعض أمور حياتهم وأولها كان عملية الزواج بين سيدنا آدم وزوجه (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف: 189)). وبعد ذلك لعب سيدنا آدم عليه السلام وزوجه دور المعلم والمعلمة بالترتيب لأولادهما ذكورا وإناثاً وبدأ التزاوج بين الذكور والإناث للتكاثر (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا (النساء: 1)). إلا أن نفوس البشر معظمها أمارة بالسوء ونسبتها تقريبا 75% (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)). ويتلو هذا النوع النفس اللوامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (القيامة: 2))، وتبلغ نسبتها تقريبا 15%. والنفس الآخيرة هي النفس المطمئنة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر: 27))، وتبلغ نسبتها تقريبا 10%. وقد خلق الله عباده متفاوتون بالمواصفات الخَلْقِيَةِ والْخُلَقِيَةِ والقدرات على التعلم … الخ، ولهذا جعلنا سُخْرِيًّا لبعضنا البعض فمنا الطبيب والمهندس والحداد والنجار والخباز وعامل النظافة … الخ (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (الزخرف: 32)). ورغم هذا التفاوت إلا أن الجميع قادر على التعلم ولكن بنسب متفاوتة وفق تفاوت القدرات، ومدرسة الحياة كما ذكرنا مفتوحة من بداية الكون لبني آدم ولا ولم ولن تغلق أبوابها إلا بنهاية الحياة الدنيا. ومن الطبيعي جدا أن يتعلم الإنسان من أخطائه إلا أن عاملي النسيان وتأثير الشيطان على نفس الإنسان يلعبان دورا كبيرا في التأثير على الإنسان في رفضه للتعلم عن قصد وبهذه الحالة ينطبق عليه القول: “اِلّلي مَا بِتْعَلّم مِنْ أَخْطَائِهِ هُوَ الْخَسْرَان”. فهل قادة ومسؤولي الكيان الصهيوني تعلموا من أخطائهم خلال حروبهم الماضية مع قوات المقاومة في قطاع؟! أم لا؟!.