امجد فاضل فريحات
بحجة الهيبة
بقلم : امجدفاضل فريحات
بحجة هيبة الدولة احتلينا ارقام قياسية وفلكية في الفساد ، لابل وانشأنا مؤسسة لمحاربته ودخلنا موسوعة جينيس في العنف الجامعي .
وبحجة هيبة الدولة سرقنا مقدرات وممتلكات الوطن ، وبعناها بسعر بخس .
وبحجة الهيبة اصدرنا القوانين الجائرة التي ملأت صدور الرجال خوفا ورهبة وهاجرت الكفاءات لتبحث عن رزقها .
وبحجة الهيبة فقدنا البوصلة الاقتصادية الوطنية وعجز الموازنة وصل ٣٠ مليار دينار .
وبحجة الهيبة طلع علينا شيوخ ووجهاء تفرخوا من مضابط الحارات لا يجيدون حتى لبس العباءات .
وبحجة الهيبة اصبح لدينا ١٣مركز اصلاح يقابله ١٢ جامعة حكومية .
وبحجة الهيبة استبحنا حرمة المدارس والجامعات والمستشفيات والشوارع .
وبحجة الهيبة تؤخر القوانين المهمة من قبل السلطة التشريعية حتى ينتهي عمر المجلس ويدخل مرحلة النزاع وتذهب بعدها المصالح مع ادراج الرياح .
وبحجة الهيبة هناك وظائف محجوزة في كل الدوائر والوزارات يمنع البعض من الاقتراب منها بحجة ان وضعهم ليس سليما بغض النظر عن كفائتهم .
… في خريف العمر نكتشف أن من كان يطوف ويسعى لتأدية مناسك الحجة لم يعد كما ولدته امه بل عاد بعد أن ادى اركان حجته وكله ذنوب ومعاصي وأكل حقوق ، لأنه شوه الصور وهجر الكفاءات ، وقرب هذا وابعد ذاك بحجة الهيبة ، أما قصده فلم يكن جل همه الهيبة بقدر ماكان يسعى إلى تعبئة الجيبة .
يقال أن اسوأ مافي العمر أن نكتشف الحقائق الكبرى في آخره ، وأن من سحرنا بحرارته الدافئة في السابق كان سببا فيي دمارنا وعجزنا وهجرتنا لاحقا ، وانهم بحجة فرض الهيبة ضاعوا وضيعوا الهيبة .