من ينوي الترشح (للنيابة أو البلدية أو ……) وبعد أن يأخذ الدعم والتأييد من الأقارب وأبناء عشيرته ، يبدأ بتجهيز برنامج انتخابي له حتى يعرضه أمام من يذهب إليه من أبناء العشائر الأخرى والقرى المجاورة ضمن دائرته الانتخابية لتأييده، وعادة ما تكون معظم البرامج الانتخابية تبدأ بآية من القرآن الكريم وحديث نبوي شريف لاستعطاف قلوب الناس، وبعدها يكتب الشعارات الرَنّانة وما ينوي فعله وذلك حسب اختيار اللجنة المشكلة لإعداد البرنامج الانتخابي ، لكن ما لفت انتباهي هو ذاك البرنامج الانتخابي الذي جَهَزّه وكتبه أحد المرشحين والذي لم يعلن ترشحه بعد ولم يطرح اسمه حتى لأقاربه وأبناء عشيرته، وربما كان أوضح وأصدق برنامج انتخابي قرأته… حيث كتب : أخي الناخب …أختي الناخبة أنا فلان ابن فلان ابن القرية الفلانية ، ولي من الأولاد الذكور ثلاثة ومن الإناث أربع ، واحمل الشهادة الجامعية وأنا متقاعد ، وتقاعدي لا يكفي شهري ، فاضطر إلى العمل المتقطع حتى أكمل مصروف الشهر ، ليس لي أي انجاز، ولا أي براءة اختراع ، ولا يوجد لدي شهادات تقدير ، ولست بالشخصية المرموقة والمعروفة كما أنتم تكيلونها بمكيالكم ، ولست بصاحب ثروة ولا لدي أموال لأقيم الولائم والعزائم وأذبح الذبائح ، فصاحب المخبز لي اسم عنده على دفتر الديون وكذا بقالة الحارة وموزع الغاز ومحل الدجاج يطلبون مالهم في آخر الشهر، وما زال البنك يخصم من راتبي قسط قرض بناء البيت… من هنا وبكل صدق وشفافية أعلن ترشحي (للنيابة أو البلدية أو ….) وذلك لتحسين وضعي المادي وليكون لي دخل جديد (الراتب) عدا تقاعدي حتى أستطيع أن أقوم بسد حوائجي ، بعدها سأقوم بحكم مركزي الجديد ومعارفي بتعيين أولادي وبناتي علماً أن اثنين من أولادي الذكور يحملون الشهادات الجامعية ومازالوا بلا عمل ، كما ستسمح لي الفرصة بركوب سيارة مع العلم أنني لا أحمل شهادة القيادة كونه لا يوجد لدي مركبة لكن سأحصل عليها وسأركب سيارة ( وأجعص فيها) ، وسيكون لي شأن ومكانة بين الناس وسأقود الجاهات وطلبات العرايس وسأحضر على رأس كل عزومة ووليمة تقام… وستقام الحفلات والاجتماعات والندوات المحلية تحت رعايتي ،حتى الجوفية بالأعراس سأكون على رأسها ، بالإضافة إلى طرح السلام والتحية لي من الكبير والصغير ، بعد ذلك إذا استطعت أن أساعد في خدمة الناس قدر المستطاع فلن اقصر مع أحد والله على ما أقول شهيد … فهذا بياني وبرنامجي الانتخابي فمن أعجبه فليسرع إلى صناديق الاقتراع ويمنحني الثقة ، وإذا وجد من هو أفضل مني في شخصيته وفي برنامجه الانتخابي فليذهب إليه … والله ولي التوفيق…