اسعد العزوني
ربما لن يصدق البعض ذلك ، فأنا شخصيا ترددت كثيرا قبل تثبيت هذه السطور على الورق الإليكتروني بدلا من تخزينها في ذاكرتي ، والسؤال المشروع هو :هل من المعقول أن يتحول العقل الإنجليزي إلى نمط العقل الصعيدي أو البدوي ، أو حتى الجمل الذي لا ينسى ثأره حتى لو مر عليه أربعون عاما ؟
وحتى لا نوغل في التيه أقول أن الإستدلال والقياس علامات مشروعة ومقرة لوضع النقاط على الحروف ، والوصول إلى الحقيقة ، أو الإقتراب منها على أقل تقدير، وعلينا أن نتذكر أن أمريكا وبمساعدة يهود ، هي التي قوضت نفوذ بريطانيا ” الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس” ، كما أنها سرقت مستدمرة إسرائيل وسجلتها بإسم الطابو الأمريكي ، وهذا دليل على ان يهود بحر الخزر لا أمان لهم ، إذ أن بريطانيا التي أرادت التخلص منهم ، وخلق دولة بريطانية مسيحية خالصة خالية من يهود ، عملت على تأسيس مستدمرة إسرائيل ، بمساعدة كثيرين من الإقليم بطبيعة الحال.
هناك دليل آخر على ما نقول وهي أن اليهود أقنعوا كلا من رياض الصلح رئيس وزراء لبنان الأسبق ، والملك عبد الله الأول بتوقيع معاهدات صلح مع مستدمرة إسرائيل ، وقيل لهما بالحرف الواحد أن بريطانيا إلى زوال ، وأن يهود يستطيعون إقناع امريكا بدعم شرق الأردن ولبنان ، لكن بعد توقيع المعاهدات معها ، وقيل أن الملك عبد الله عقد العزم مع رياض الصلح على ذلك وإلتقيا في عمان ، وإتفقا على الإنجاز ، وأن الملك عبد الله أشّر بقلم الرصاص مبدئيا على إتفاقية الإطار “إتفاقية الموادعة” ، لكن المخابرات البريطانية سارعت بإغتيال كل من رياض الصلح وهو في طريقه إلى بيروت قادما من عمان ، في حين قامت بإغتيال الملك عبد الله أمام المسجد الأقصى يوم الجمعة 20 تموز 1951 .
وحتى لا تظهر العملية وكأنها سرد للأحداث ، فإن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير ، أراد توريط أمريكا بإعتذاره مبدئيا عن المشاركة في إحتلال العراق والإطاحة بنظام صدام حسين ، وهذا يعني أن هناك تحالفا جديدا ، أعيد بناؤه بين يهود بحر الخزر وبريطانيا ضد أمريكا التي تعد العدة لمغادرة الشرق الأوسط بعد عقود من الإقامة المزعجة فيه ، ووجهتها بطبيعة الحال منطقة الهند الصينية لمجابهة الصين وماليزيا والهند وروسيا هناك.
من الملاحظ أن القوات البريطانية التي شاركت الجيوش الأمريكية في إحتلال العراق ، قد إتخذت من الأطراف “البصرة ” مقرا لها ، في حين أن الجنود الأمريكيين كانوا يتعرضون للقتل في بغداد ومناطقها ، وهذه في علم العسكريتاريا ذات معنى ، وقد وجهت سؤال ذات حوار إستفزازي لوزير بريطاني بعيد إحتلال العراق ، وقلت له أن بريطانيا هي التي ضغطت على أمريكا لإحتلال العراق من أجل توريطها وإضعافها ، فما كان منه إلا أن إنتفض وإمتقع وجهه ، وسألني من زودني بتلك المعلومة ، فأجبته أنها قراءتي الخاصة ، لكنه نفى ذلك ، وأنهينا الحوار ، وتركت في نفسه غصة كبيرة .
أستطيع القول أن بريطانيا الضعيفة عسكريا وسياسيا ، نجحت في إعادة التحالف مع يهود بحر الخزر ، وباتت تعمل معهم لتقويض النفوذ الأمريكي ، وذلك ثأرا من الفعلة الأمريكية السابقة ، وهذه هي السياسة لا حليف دائما ولا صديقا دائما ولا حتى عدوا دائما فيها – إلا عداوة يهود بحر الخزر الصهاينة الذين إستولوا على فلسطين – بل كهانة ومصالح ، لا نعرف عنها نحن العرب شيئا.