اسعد العزوني
لا تطبيع مع “إسرائيل”
أسعد العزوني
رغم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها السودان الشقيق لإذلال وإهانة أهله الذين كانوا إبان حكم السلطان الدارفوري “علي دينار” يكسون الكعبة سنويا،ورغم التهديدات المتواصلة بإعتقال الرئيس البشير وتحويله للمحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب،رغم كل هذا وذاك،تمسك فخامة الرئيس البشير بالثوابت العربية والإسلامية ،وتمسك بعروبة وإسلامية السودان الشقيق المحاصر عربيا وأمريكيا.
راهن تحالف صفقة القرن الخائب في السعودية والإمارات على سهولة إصطياد الرئيس البشير وتشويه سمعة الشعب السوداني،لتتساوى الأمور وتخلو الساحة من أي شعب عربي له من الشرف نصيب،وقد طمأنوا “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي رئيس عصابة مستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية النتن ياهو،أن السودان سيكون لقمة صائغة لهم وله على السواء،وأنه سيزور الخرطوم بعد سلطنة عمان،ولذلك كان التنسيق بينهم وبين الموساد مستمرا ،وتم تنظيم دورات وورش عمل لعملاء الموساد في السودان وفي مقدمتهم المحامي عبد الواحد نور ،لتدريبهم على كيفية تحريك الشارع السوداني وإحراق المدن السودانية ،من أجل إسقاط حكم البشير والإتيان بطرطور جديد يستقبل النتن ياهو في الخرطوم ويطبع معه ،ويحظى بدعم البترودولار العربي النجس.
كل ما تقدم ورغم علم الجميع بخطورة التحالف الصهيو –بترودولاري الذي انتج صفقة القرن ،إلا أن فخامة الرئيس البشير خرج علينا ببشرى أثبتت أنه رجل دولة بإمتياز ،وأنه يراهن على الشعب السودان ان يصمد لتجاوز المحنة المصطنعة والمفتعلة،وأكد في تصريحات صحفية علنية هزّت أركان مستدمرة الخزر في فلسطين ،لأنها جاءت أولا على لسان الرجل الأول”المخنوق” وفي مرحلة حراك الشارع السوداني الذي يشهد إندساسات موسادية وبترودولارية،وأثبت أن المباديء أهم من الوعود وان الثبات أغلى وأقوى من المصالح الدنيوية ويحمي من السقوط.
أكد فخامة الرئيس محمد عمر البشير أنه لا إمكانية للتطبيع مع “إسرائيل”،وانه لن يسمح لأي مظهر من مظاهر التطبيع أن يلوث سمعة وتاريخ السودان وأهله الصابرين على ظلم ذوي القربى وحصارهم،كما أنهلن يسمح بالتطبيع الجوي كما يفعل الساقطون في تحالف صفقة القرن ،وشدد على عدم السماح للطائرات المدنية الإسرائيلية بالمرور فوق الجواء السودانية وهي قادمة من كينيا ،مع أن النتن ياهو كان مطمئنا لوعود حلفائه في صفقة القرن أن الطائرات المدنية الإسرائيلية ستمر فوق الأراضي السودانية وهي في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.
أثلج فخامة الرئيس البشير صدورنا بموقفه النهائي من قضية السقوط الأخلاقي والسياسي وهي التطبيع مع مستدمرة الخزر في فلسطين ،وأثبت أن هناك من يختلف عن الذين خدعونا وكنا نعدهم مرجعيات دينية وقومية لنا،لكنه تبين عند الشدائد انهم خدم للموساد الإسرائيلي أبا عن جد،وكما تبين أنه لولاهم لما وصلنا إلى مرحلة الإنحطاط هذه.
كل التحية والتقدير والإحترام للرئيس السوداني عمر البشير الذي خالف كل المتعارف عليه عند جوقة الخونة، الذين يسوقون أن مستدمرة إسرائيل هي الملاذ وهي المنقذ للعروش،فقد قلب البشير الطاولة على من حولها ،ولقنهم درسا أخلاقيا وسياسيا مفاده ان الشعوب هي الملاذ،وكم كان البشير قويا وواثقا عندما لجأ إلى شعبه وهو يخرج إلى الشوارع