محمود الخطاطبة
في خضم ازدياد حالات الوفاة والإصابات، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى درجات غير مسبوقة، أصبح الأردن الأول عربيًا، بتسجيل الإصابات والوفيات جراء هذا الوباء.
في خضم ذلك، وبالتزامن مع أوضاع اقتصادية صعبة، متبوعة بـ”انكماش” اقتصادي، وارتفاع لمعدلات البطالة وزيادة في حدة الفقر.. يُصر بعض المسؤولين على تسجيل بطولات، أقل ما يقال عنها إنها “ورقية”، في سبيل تحقيق مكاسب شخصية، أو زيادة في “شعبويات”، بعيدًا عن تحقيق أي مصالح للمواطن، المغلوب على أمره، وقبل ذلك للوطن.
مكتوب على هذا البلد، أن يقوم بعض مسؤوليه، الذين يتقلدون مناصب قيادية، أن يضعوا مصلحة هذا الوطن وراء ظهورهم، أو ما بعد آخر أولوياتهم أو اهتماماتهم، إذ يصرون دومًا، على تسجيل مواقف، يجوز أن نُطلق عليها “بروباغندا”.. لكن للأسف عفا عليها الزمن، إذ كان يُمارسها أطفال صغار أو طلبة مدارس.
دول وصلت إلى القمر، وقامت بتطوير تكنولوجيا قادرة على جعل العالم، ليس عبارة عن قرية صغيرة، بل بيت صغير، وتصنيع أدوية وفرت علاجًا لأمراض مستعصية، راح ضحيتها الآلاف من البشر.. ونحن ما يزال بعضنا يُسجل بطولات “ورقية”، يتم إخراجها بطريقة بدائية تستهزئ بالعقول، ويا ليتها تعود بالنفع على الوطن أو حتى قلة من المواطنين.
الكل يتفهم موقف مسؤول أو وزير، من قضية أو أزمة أو حدث، ويتفهم أيضًا أن يقوم ذلك الوزير أو المسؤول بانتقاد سياسة ما تجاه قضية معينة، أو رفض إجراءات وقرارات تخص أزمة ما. لكن السؤال، الذي سيبقى قائمًا، وللأسف الجميع يملك إجابته، لماذا الإصرار دومًا على الخروج، من تلك الأزمة أو القضية، بنوع من “الشعبوية” أو “الدعاية”، أو حتى تسجيل موقف، يُراد منه باطل.
إن ذلك تترتب عليه نتيجتان مهمتان؛ الأولى تتمحور بأن بعض المسؤولين في هذا البلد، ما يزالون يصرون على الاستهتار بعقول الأردنيين، والنظر إليهم بأنهم مغيبون، وكأنهم من عالم آخر، لا يفهم ولا يقدر الأمور وعواقبها، وتنطلي عليه كذب وحجج واهية.
أما النتيجة الثانية، فهي تدور بأن الكثير من المسؤولين، ليس عندهم أي انتماء أو إخلاص أو ولاء، لبلد أوصلهم لأعلى المراتب.. ويا ليتهم حافظوا عليه أو على الأقل يخافون عليه، كما يخافون على أموالهم، التي جلها من هذا البلد وعرق وضرائب أبنائه.
حق مشروع، وطموح مُحبب، أن يصل شخص ما لمنصب عال في البلد، لكن من الحق أيضًا أن يخلص للوطن وللشعب، وأن يكون مقدرا للوطن والمواطن، فحتى الحرب مع عدو عندما تكون بـ”فروسية”، فإن إيجابياتها تطغى على سلبياتها، وإن كثُرت.
لا أحد يطلب من المسؤول، السكوت عن “الخطأ”، أو غض الطرف عن فساد أو فاسد، لكن من الحق احترام الأردنيين وعقولهم، والأجمل من كل ذلك الإخلاص للوطن.