أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
استكمالا لبني إسرائيل-10 لقد خلف المسلمون الرومان النصارى في القرن الأول الهجري الذي يوافق القرن السابع الميلادي على الشام وفلسطين وجميع ما كان في يد الرومان في هذه المناطق. وقد دخل المسلمون القدس فاتحين وعلى رأسهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب عليه السلام. تسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس (إلياء)، من البطريرك صفرونيوس ومن معه من القساوسة في 13 رمضان 15للهجرة بعد فتحها. الذين شهدوا بأن الذي سيستلم مفاتيح بيت القدس رجل عادل ذو قامة وهامة عالية وملابسه ممزقة. ودخل الخليفة عمر بن الخطاب بيت المقدس وكان يجر الجمل وراكب عليه خادمه وهو ماشيا على قدميه وحصل ذلك لأنه عندما دخل بيت المقدس كان قد حان دور خادمه ليركب على الجمل حيث كان الخليفة العادل مرة يركب الجمل ويجره الخادم ومرة يركب الخادم ويجره الخليفة. وقد قام الخليفة عمر بن الخطاب بتأمين المسيحيين على أرواحهم وشعائرهم الدينية وقد وقع الخليفة عمر معاهدة مع المسيحيين عرفت بالمعاهدة (العهدة) العمرية التي حافظت على جميع حقوق المسيحيين وشعائرهم كاملة. وعندما دعى البطارقة عمر بن الخطاب للصلاة في كنيسة القيامة رفض حتى لا يحولوها المسلمين لمسجد وياخذوها من المسيحيين. وكان من بنود المعاهدة بين نصارى بيت المقدس وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يحق لليهود بالسكن في بيت المقدس. وإستمر حكم المسلمين لمعظم بلدان العالم إلا ما ندر. كان آخر حكم للمسلمين من قبل الإمبراطورية العثمانية قبل أن يتآمر عليها اليهود والدول الغربية والفرس وغيرهم. حيث تم هزيمة الإمبراطورية العثمانية وتمزيقها شر ممزق بعد الحرب العالمية الأولى وإستمر ذلك حتى يومنا هذا.
وقد عملت كل من بريطانيا وفرنسا على إجبار تركيا على توقيع إتفاقية لوزان الجائرة في سنة 1923. وبعد ذلك سيطر الغرب وأمريكا على العالم وخصوصا منطقة الشرق الأوسط. بعد أن تحطمت آمال القائد الفرنسي “نابليون بونابرت” على أسوار عكا عام 1799 عمل على إرضاء اليهود في أوروبا سعياً لكسب المزيد من الدعم المادي لحملاته العسكرية فخاطب يهود آسيا وأوروبا: أيها الإسرائيليون انهضوا، فهذه هي اللحظة المناسبة، إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملةً إرث إسرائيل، سارعوا للمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم. وقد نشر نابليون بياناً يدعو فيه كل يهود آسيا وأوروبا للقدوم إلى القدس تحت الراية الفرنسية وتحول نداء نابليون إلى خبر رئيس في الصحف الفرنسية، وذلك في محاولة من “بونابرت” كسب المزيد من الدعم المادي لحملاته العسكرية، لأنه كان يعاني من عقبات كبيرة على الشواطئ الفلسطينية. بعد هزيمة نابليون بحوالي أربعين عاماً، حاول بالمرستن وزير خارجية بريطانيا الاستفادة من يهود أوروبا بإن يقيم وطناً لهم في فلسطين فيكون بذلك أرضاهم من جهة، ويرد على محاولة محمد علي باشا توحيد مصر وسورية عام 1840. فطلب من السفير البريطاني في إسطنبول محاولة إقناع الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد الثاني وحاشيتة بأن الحكومة الانجليزية ترى أن الوقت أصبح مناسباً لفتح فلسطين أمام هجرة اليهود. قوبل هذا الطلب بالرفض الشديد من الخليفة العثماني، وكان هناك استجابة يهودية كبيرة وكان من أوائل المتفاعلين البارون الثري ادموند روتشيلد الذي مول فيما بعد إنشاء (30) مستعمرة يهودية من أهمها مستعمرة “ريشون لتسيون” التي رفع فيها العلم الإسرائيلي الحالي. وفي عام 1885 ظهر لأول مرة مصطلح الحركة الصهيونية على يد الكاتب النمساوي ناتان بيرنباوم، وهدفها الاستيطان في فلسطين، وكلمة الصهيونية مشتقة من كلمة صهيون إحدى تلال القدس. بعد ذلك نشر الصهيوني ثيودور هيرتزل كتابه الدولة اليهودية باللغة الألمانية.