أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
ولد بوتين في 7 تشرين الأول-أوكتوبر 1952 في لينينغراد، روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية آنذاك. درس القانون في جامعة ولاية لينينغراد، وتخرج في عام 1975. عمل ضابطا في المخابرات السوفيتية (ال كي جي بي KGB ) لمدة 16 عامًا، وارتقى إلى رتبة ملازم أول. استقال عام 1991 ودخل السياسة في سانت بطرسبرغ ثم انتقل إلى موسكو في عام 1996 وانضم إلى إدارة الرئيس بوريس يلتسن حيث شغل منصب مديرا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (ال إف إس بي)، وهي الوكالة التي حلت محل هيئة المخابرات الداخلية في مفوضية أمن الدولة السوفيتية. بعد ذلك أصبح رئيسا للوزراء ثم القائم بأعمال الرئيس في 31 ديسمبر 1999 عندما استقال يلتسن. خلال فترة رئاسته الأولى، نما الاقتصاد الروسي ولمدة ثماني سنوات متتالية، وزاد الناتج المحلي الإجمالي المقاس بالقوة الشرائية بنسبة 72٪. فاز بوتين بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية في مارس 2012 بنسبة 64 ٪ من الأصوات. ولكن أدى انخفاض أسعار النفط إلى جانب العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا الاتحادية في بداية عام 2014 بعد تدخلها العسكري في شرق أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم. ادت العقوبات إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.7 ٪ في عام 2015. إلا أنه في عام 2016 حدث انتعاش للإقتصاد الروسي مع نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3٪ وانتهى الركود. أعيد إنتخاب بوتين في مارس 2018 ولمدة ست سنوات تنتهي في عام 2024. إلا ان الرئيس بوتين ومنذ عام 1997، وهو ينتقد مرارا توسع الناتو نحو الحدود الروسية الشرقية عن طريق أوكرانيا. وكان أكبر تهديد له هو ميول اوكرانيا المعاصره للغرب الذي شكل ويشكل تهديدا مباشرا ودائما لروسيا وأبدى بوتين بصريح العبارة أن روسيا لا تستطيع أن تشعر “بالأمان والتطور والوجود” بسبب تلك الميول. علاوة على أنه كان يعتقد أن تفكيك الإتحاد السوفياتي كان دمارا عليه وكان يفكر بالإنتقام من الدول الغربية وأمريكا بأي طريقة تسنح له لأنهم كانوا السبب في ذلك.
ولما تقدم عمل بوتين جاهدا خلال فترات رئاسته لروسيا الاتحادية المتتالية على تطوير روسيا إقتصاديا وماليا وطرد عائلة روتشيلد من روسيا التي كانت تتحكم بالبنك المركزي الروسي وبجميع البنوك وأسواق المال والاقتصاد الروسي. وأخذ يعمل بإستمرار على تطوير روسيا أيضا تكنولوجيا وعسكريا ونوويا . . . إلخ. واضعا نصب عينيه إعادة أمجاد الإتحاد السوفياتي. لهذه الأسباب عمل على زيادة تمتين علاقاته مع الصين والهند وإيران وباكستان وكوريا الشمالية وتركيا والدول العربية ودول الخليج وبالخصوص السعودية لتسهيل تحقيق أهدافه ضد دول حلف الأطلسي وبالخصوص الدول الأوروبية المشتركة وأمريكا. وإضطر بعد عدة محاولات لإصلاح الأوضاع مع أوكرانيا ولعدة سنوات ولعدم إحترام قادتها للعهود والمواثيق التي بينهما ولتصرفات قادتها التي أرقت مضاجع القيادة والشعب الروسي وأصبحت تهدد حدود روسيا الإتحادية الشرقية دون فائده إلى غزوها في 24 شباط-فبراير 2022 والحرب بين روسيا وأوكرانيا ومن يدعمها ما زالت قائمة حتى يومنا هذا. كخلاصة من الأحداث العالمية الحالية والمستقبلية، نستطيع أن نقول ان بوتين رجل مخابرات وسياسي مخضرم، يعلم نقاط ضعف دول حلف الناتو والدول الأوروبية وامريكا، ولعب السياسة عالميا بذكاء خارق. وإستغل الظروف العالمية لصالحه وصالح الدول العربية والخليجية بشكل خاص عن طريق تشكيل دول الأوبك بلس وتم تحطيم الإقتصاد في دول الناتو والدول الأوروبية المشتركة عن طريق إعتماد الليوان الذهبي الصيني كمنافس قوي للدولار الأمريكي في التعامل الإقتصادي وعن طريق تمزيق أوكرانيا وتدميرها وإجبار زيلنسكي القبول بأن تكون دولة أوكرانيا دولة محايدة والخضوع لطلبات روسيا رغم أنفه وأنوف من دعم ويدعم اوكرانيا عسكريا وإقتصاديا وماليا خلال حربها مع روسيا. علاوة على اننا سوف نرى الصين تغزو تايوان قريبا وربما قبل نهاية هذا العام 2022 وتضمها لها حتى لو إضطرت الصين لإستخدام القوة. وباختصار شديد جاءت الحرب الروسية الأوكرانيا لصالح الدول العربية والخليجية منها على الخصوص لأن الحرب كانت وما زالت وستبقى بين الدول حرب طاقة. وتم إستغلال الطاقة من قبل روسيا والعرب وغيرها من دول أوبك بلس بشكل ذكي جدا حتى يومنا هذا. هناك مناطق تغلي في العالم: أوكرانيا، الكوريتين، تايوان والصين، إيران ومسيراتها، تركيا ومسيراتها ومعاهدة لوزان، كشمير والهند وباكستان، إسرائيل وحماس وعرين الأسود. سائلين المولى عز وجل أن لا تؤدي الأحداث العالمية الحالية والمستقبلية والصراع على الطاقة إلى حرب عالمية ثالثة نووية مدمرة للعالم بأسره.