![](https://www.enjaznews.com/wp-content/uploads/2016/07/تنزيل-35-1.jpg)
اسعد العزوني
ما عجز عنه كبار شخصيات البيت الأبيض والديمقراطيين والمحقق الخاص موللير في إثبات العلاقة الخفية بين كل من المتمسح بالإنجيلية ترمب والرئيس الروسي بوتين ،كشف الرئيس بوتينن صراحة وبدون مواربة ،بأنه رقص مع ترمب رقصة التانغو لدعم كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي في الإنتخابات،فبالأمس قدم الرئيس بوتين أعظم هدية للنتن ياهو وهي رفات أحد الجنود الإسرائيليين في حرب لبنان عام 1982في إحدى المواجهات مع الجيش السوري.
معروف أن مستدمرة إسرائيل ومن منطلقات عدة منها عنصرية وفوقية ،تحرص على تسلم أي رفات لجنودها الذين يقتلون في معارك في الإقليم،وترى في ذلك ملزما لقادتها ألا تضيع رفات أي جندي ،فهم مستعدون لتقديم أي ثمن مقابل إستعادة رفات الجنود ،حتى لو كان الأمر بمثابة عظمة فقط،وهذه صراحة تحسب لهم في حال المقارنة مع الحكام العربي ،الذين لا يسألون عن شعوبهم أحياء كانوا أو أموات.
بدأ “بابا نويل”أمريكا الرئيس ترمب بإهالة الهدايا الإنتخابية على النتن ياهو ليس حبا به بطبيعة الحال وليس حبا بيهود،فلا هم يحبونه ولا هو يحبهم ،ولكنه وجد نفسه مضطرا بعد إنكشاف الدعم الروسي له في الإنتخابات الرئاسية أن يستجير بالنتن ياهو وبالإيباك ،وبمستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية بطبيعة الحال ،كي ينقذوه من براثن المؤسسات الأمريكية ،وتعهد لهم بكسر المحظور أمريكيا،ولا ننسى دور صهره/مستشاره الصهيوني كوشنير في الضغط عليه وتأمين دعم الصهاينة له.
كان أول إرتماء في أحضان مستدمرة إسرائيل هو إهداؤها القدس وإعترافه بها عاصمة إسرائيل الأبدية،وقام بنقل سفارته إليها ،ومارس ضغوطا على الدول الصغيرة في العالم من أجل نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة ،وكانت ضربة في الصميم لخصوم ترمب ،تبعها قبل أيام إهداؤه الجولان السوري المحتل لمستدمرة إسرائيل،وسبق ذلك قطع المساعدات الأمريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”على طريق تصفيتها ،من أجل شطب حق العودة في إطار صفقة القرن التي يتبناها تحالف المراهقة السياسية في الخليج وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
كل هذه الهرطقات الترمبية عبارة عن تبرع من قبله للنتن ياهو كي يكون رئيسا لوزراء مستدمرة “إسرائيل”في ولاية جديدة لحمايته من من قضايا الفساد المتهم بها هو وزوجته ساره،وما يكشف المستور أن كلا من ترمب والنتن ياهو خالفا المنطق ،عندما تصرفا إنتخابيا في مرحلة تشبه الصمت الإنتخابي ،إذ لا يجوز للنتن ياهو القيام بأي زيارة خارجية في مثل هذا الوقت ،كما لا يجوز لترمب إستقبال أي مرشح للإنتخابات في مثل هذه الأيام.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد برع الرئيس بوتين في منافسة صديقه/شريكه ترمب،ليثبت حسن النوايا الروسية تجاه مستدمرة إسرائيل ،وليضمن عدم قيام الجيش الإسرائيلي بإلحاق الأذى بالجنود الروس في سوريا على غرار إسقاط طائرة قبل فترة وفقدات 14 جنديا روسيا، وقام بوتين بتقديم هدية ذات قيمة وشأن وهي كما أسلفنا رفات جندي إسرائيلي غازي قتل في لبنان عام 1982.
ما يثير الريبة هنا أن النتن ياهو تسلم رفات الجندي الإسرائيلي من موسكو وبعد لقائه مع الرئيس بوتين ،مع انه كان بإمكان الصليب الأحمر تسلمه من دمشق مثلا وهذا جائز،ولكن قيام النتن ياهو بزيارة موسكو قبيل الإنتخابات الإسرائيلية لإحضار رفات الجندي الإسرائيلي ،أمر له مغزى إنتخابي بطبيعة الحال ،ويكون ترمب بتشبيكه مع الحليفين ترمب وبوتين قد ضمن الفوز ،أو على الأقل نجا من الخسارة الموجعة.
إن دل كل ما تقدم على شيء فإنما يدل على ان مستدمرة إسرائيل ،وبسبب أدواتها المتعددة وفي مقدمتها اللوبيات في أمريكا والغرب وموسكو على وجه الخصوص لتحقيق مصالحها ،مع إننا نحن كعرب ومسلمين الأجدر بإنشاء لوبيات ضاغطة لتحقيق مصالحنا ،ولكن أولو الشأن منا ينطبق عليهم تشخيص كيس النجاسة إدوارد حاييم كوهين”إيدي كوهين “الموسادي والمستشار في مكتب رئاسة الوزراء ،بأنهم من أصول يهودية ،وهذا ما يفسر تسيّد مستدمرة إسرائيل علينا جميعا ،وستكشف الأيام القليلة المقبلة خفايا أخرى تتعلق برفات الجندي الإسرائيلي وإهتمام بوتين شخصيا بها.