كمال زكارنة
رغم كل ما يصدر عن حكومة الاحتلال من مواقف وتصريحات واستفزازات، وما تقوم به من افعال وسياسات وممارسات، وما تتخذه من قرارات وما تسلق من قوانين ، كلها عنصرية عدائية عدوانية، ضد الشعب الفلسطيني، حتى طالت السنة وزراء تلك الحكومة، وتطاولت وامتدت لتصل الى الاردن وتحاول خدش سيادة واستقلال المملكة وحدودها ، متجاهلين معاهدة السلام الموقعة بين كيانهم والمملكة، ما يؤكد انهم “شلة زعران” ، لا يحسبون العواقب والنتائج لسلوكهم الاهوج ، وتصرفاتهم الرعناء، معتقدين انهم قادرون على تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم التوسعية، ومعتقداتهم التوراتية.
رغم ذلك، فان الولايات المتحدة الامريكية التي ساهمت بشكل فعال في التوصل لجميع الاتفاقيات العربية الاسرائيلية ورعتها، سواء معاهدات السلام مع مصر والاردن، او الاتفاقيات والتفاهمات مع الجانب الفلسطيني ، والتطبيع مع بعض الدول العربية الاخرى، وهي طرف اساسي ورئيسي في كل منها، وان اي اخلال او انتهاك لأي اتفاقية او معاهدة من قبل الكيان المحتل، يعتبر اعتداء على حقوق تلك الدول المعنوية والمادية ، وصفعة اسرائيلية للولايات المتحدة الامريكية ، الا ان الادارة الامريكية تتعامل النهج الاسرائيلي الوقح، بطريقة تجعلها تبدو وكأنها مؤيدة له، لكنها تغلف تأييدها باحتجاج لطيف خشية ان تغضب حليفتها المدللة .
تصريحات سموتريتش بخصوص الاردن كان يجب ان تواجه بموقف امريكي اكثر حزما وقوة ، ولم يفت الوقت بعد، ولا بد لذلك الازعر ان يدفع الثمن هو حكومته، خاصة وان الاردن يعتبر من حلفاء امريكا في المنطقة ، ويرتبط بعلاقات متينة ووثيقة معها.
صحيح أن جميع دول الشرق الاوسط لا تصل الى مستوى علاقات الكيان الغاصب مع الولايات المتحدة، فهي التي تحميه وترعاه وتضمن استمرار بقاءه على قيد الحياة، لكن من المؤكد ايضا، ان امريكا لا تستطيع ان تضحي بمصالحها مع دول المنطقة من اجل الاحتلال ودعم مشاريعه التوسعية والعدوانية، لأن تبديل التحالفات وارد عندما تتهدد مصالح وكيانات تلك الدول من قبل دولة الاحتلال.
الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مباشرة عن كل ما يقوم به الاحتلال ويصدر عنه في جميع المجالات، وهي الوحيدة القادرة على لجمه ووقف عدوانه والزامه بقرارات الشرعية الدولية.
القيادة الاردنية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، قيادة واعية وناضجة وحكيمة، والدولة الاردنية عريقة وقوية ومتجذرة، لا يمكن ان تنجر الى مهاترات مع حكومة صبية لا يقدرون المسؤولية والعواقب والنتائج، لأن الاردن باختصار قادر على الدفاع عن نفسه في كل الظروف والاوقات، لكن تبقى مسؤولية الولايات المتحدة ازاء سياسات دولة الاحتلال قائمة ، وعليها تغيير مواقفها واستراتيجيتها من قضايا الصراع في المنطقة.