كان الأول من أذار من عام 1956 ، انطلاقة تاريخية واضحة المعالم ، أنبأت عن مستقبل واعد بالخير والعطاء ، حين دوى صوت القائد الحسين طيب الله ثراه بنبراته القوية الشجاعة الإذاعة الأردنية مناديا ً الضباط والجنود والحرس ، واصفا ً إياهم بالبواسل ، محييهم أينما كانوا وحيثما وجدوا ، خدمة للوطن ، معتبراً تعريب الجيش من الاجراءات الضرورية التي بها نفع للجيش وخدمة للوطن ومصلحة للأمة واعلاء ً لكلمتها .
نعم ! كان الأول من آذار من عام 1956م ، هذا اليوم الأغر ، يوم مجيد عابق ٌ بالفرح والسرور ، تحملنا إليه ذاكرة الوطن في كل عام ، وكأننا عايشنا تلك اللحظة ، لحظة ذلك القرار الهاشمي الوطني القومي ،لأن ذلك التاريخ هو ما جعلنا نعيش أمل اليوم وقوة الغد .
عقود مضت ، أضاء النور الهاشمي عنوانها بتعريب قيادة الجيش العربي واعفاء الجنرال كلوب من منصبه وتعيين أول ضابط أردني قائدا ً للجيش ليكون جيشا ً عربيا ً هاشميا ً يليق بأمجاد هذا الوطن .
أمر بالتخلي الأبدي عن الوجود البريطاني في الجيش ، رسم بداية جديدة للأردن ومرحلة مفصلية في تاريخ القوات المسلحة الأردنية خاصة بعد الغاء الاتفاقية الأردنية البريطانية عام 1957م .
عروبة أبدية نبعت من ايمان الحسين طيب الله ثراه بأن الجيش هو أساس الدولة ومصدر قوتها .
وها نحن اليوم في الأول من آذار من عام 2020 من حضر التعريب أو من سمع ، جميعا ً فخورين بشرف العروبة لهذا الجيش ، مرسخي روح الكبرياء والكرامة ، متفردين باسم “الجيش العربي “دون سواه من الجيوش ، نرفع الشعار باعتزاز كبير بجيش عربي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، جيش ٌ مصطفوي ، وجيش الثورة العربية الكبرى .
مجددين العهد والولاء والانتماء ، محتفلين بهذه المناسبة المجيدة ، متقدمين للقيادة الهاشمية بأسمى آيات التهنئة والتبريك للشعب الأردني بالتهنئة بالرفعة والسؤدد في ظل القيادة الهاشمية قيادة الملك عبد الله الثاني بنت الحسين حفظه الله ورعاه ، مستذكرين كلمات الحسين طيب الله ثراه للشعب الأردني لحظة التعريب ” وإنني أمل فيكم ، كما هو عهدي بكم النظام والطاعة. وأنت أيها الشعب الوفي ، هنيئا ً لك جيشك المظفر ، الذي وهب نفسه في سبيل الوطن ونذر روحه لدفع العاديات عنهُ ، مستمدا ً من تاريخنا روح التضحية والفداء ومترسما ً نهج الأولى في جعل كلمة الله هي العليا ، ان ينصركم الله فلا غالب لكم … والسلام عليكم “