العزو
اسعد العزوني
في مهب التطبيع العربي
استفاد “كيس النجاسة” الصهيونية حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو من عمله الأصلي وهو التجارة بما فيها من مباديء غير سامية مثل المساومة والغش والإحتكار،ووظّف كل ذلك في عمله السياسي وسجل نجاحات كبيرة ،رغم انه كان يصعب على أي كان ملء الفراغ الذي تركه السفاح الإرهابي المقبور أرائيل شارون،الذي كان يعرف بملك إسرائيل غير المتوج ،أو نبيها غير المرسل من الله ،بسبب إنخراطه في العمل الإرهابي مذ كان يافعا في منظمة 101 الإرهابية المتخصصة في قتل العرب ، وكان له “فضل”شطب الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان بالتنسيق مع القيادة السعودية وأطراف أخرى محلية وإقليمية،ومع ذلك حاسبوه كما يحاسب اللصوص الصغار وحققوا معه ومع أولاده في مقرات الشرطة ،وإنتهى به المطاف إلى الموت بسمّ يشبه السم الذي وضعه الجاسوس دحلان للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،بناء على توصية من الرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير الذي قال ان تحقيق السلام في الشرق الوسط يتطلب التخلص من العجوزين”عرفات وشارون”،لذلك سارع الأوسلويون للتخلص من عرفات بجرعة سم ثقيلة ،فيما إكتفى اليهود بوضع جرعة خفيفة لشارون جعلته يموت سريريا ويقضي سنوات من عمره تحت الأجهزة ،لأن التوراة تحرم على اليهودي قتل اليهودي!!!
مرّت على النتن ياهو سنوات عجاف كادت ان تطيح به من الحكم وتزجه في السجن بسبب فساده وفساد زوجته ساره وإسرافها في أمرها،ولكنه كان يخرج من كل أزمة مثل”الشعرة من العجين”كما يقول المثل العربي،بسبب وقاحته وتعنته ،فهو الماهر في إذلال الرؤساء الأمريكيين ومنهم الرئيس أوباما ،الذي إكتشف ان النتن ياهو يزور واشنطن ويستمع إلى خطاب في الكونغرس ويحتفى به دون ان يكون لديه وهو رئيس الدولة آنذاك علم بذلك،كما أنه أهان القيصر الروسي فلاديمير بوتين عندما إستقبله في مقر الرئاسة بموسكو وصافحه جالسا عشية التدخل العسكري الروسي في سوريا قبل سنوات،أما مع صناع القرار العرب فإن النتن ياهو يستحق لقب “زوج الستّات”عن جدارة.
آخر مرة نجح فيها النتن ياهو من الخروج سالما من أزمته السياسية التي إستفحلت ،وإضطرتهم لخوض أكثر من جولة إنتخابات هو التحالف مع رئيس الأركان السابق ،زعيم تحالف”أزرق –أبيض”بيني غانتس،ووافق النتن ياهو على التحالف معه ،مستغلا جهله السياسي وعدم درايته بدهاليز السياسة ومداخلها ومخارجها،فهو عسكري يؤمن بطريق واحد”كاديما”أي إلى الأمام لتحقيق إنتصارات وهمية على العرب في حروبهم الممسرحة.
حاليا يعيش “كيس النجاسة”النتن ياهو أزهى أيامه لأن التطبيع العربي، وآخر نسخة قذرة منه ،هو اتفاق التطبيع مع المراهقة السياسية الخليجية وسيتبعه تطبيع مع السودان والسعودية،وهذا ما يجعل النتن ياهو،يستبد علانية في تعامله مع غانتس ،الذي إستخدمه لتمرير بعض المراحل الصعبة بالإتفاق مع أحفاد بني النضير وبني القنينقاع وبني قريظة،ولذلك فإننا سنسمع قريبا ان النتن ياهو مزهوا سيقوم بفك التحالف بينه وبين غانتس،وسوف لن يكون قلقا في حال إضطروا لإجراء جولة إنتخابات رابعة ،لأنه ضامن للفوز بسبب إستخدامه سلاح التطبيع العربي.