كمال زكارنة
امام تواصل حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة،لليوم السبعين على التوالي ،وتغييب الحلول السياسية واغلاق الافق السياسي باحكام،من قبل الادارة الامريكية والاحتلال والدول الاوروبية المهمة،فانه بات من الضروري المطالبة بتوفير الحماية العسكرية الدولية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ايضا،لان الحرب الاسرائيلية امتدت اليها بضراوة ،لتحقيق نفس الاهداف والمخططات والمشاريع الاحتلالية الاقتلاعية الاستيطانية الاحلالية في فلسطين التاريخية.
انها حرب ابادة جماعية تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، بمباركة ومشاركة ورعاية امريكية ،وتأييد ومساعدة دول اوروبية عظمى ورئيسية،اهدافها وابعادها استراتيجية تتجاوز الهدف المعلن وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية ،للوصول الى الهدف الاساسي وهو تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي في فلسطين التاريخية،والقيام بعملية الترانسفير الجماعي للشعب الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة ،ثم التوسع جغرافيا على حساب الدول العربية .
مشروع نتنيابيكو يقوم على الاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي العربية اما احتلالا او اجتزاء ،وتقسيم دولا عربية رئيسية،بمعنى احداث تغييرات جغرافية وديمغرافية في الوطن العربي، بما يخدم مصالح المشروع التوسعي الصهيوني ،امنيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
التصدي لهذا المشروع التوسعي ،يجب ان يبدأ في فلسطين ومن فلسطين ،قبل ان تصل النيران الى اطراف الدول العربية،يبدأ في منع التهجير القسري للشعب الفلسطيني ووقف العدوان العسكري الاسرائيلي على الضفة والقطاع،ومنع اسرائيل من استغلال الانحياز الامريكي لها ،واستثمار التعاطف الاوروبي معها حاليا ،لتنفيذ مشروعها التوسعي.
ويتطلب وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني تحركا عربيا اسلاميا دوليا مشتركا،على المستويات القانونية والسياسية والدبلوماسية،وعبر مؤسسات المجتمع الدولي الفاعلة، وخاصة مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة ومحكمة الجنائية الدولية،وان تقوم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتعاون مع الدول الصديقة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية، المعارضة للابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني،بالطلب رسميا وجماعيا، من مجلس الامن الدولي والجمعية العامة بتفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة ضد الاحتلال الاسرائيلي، لاجباره على وقف عدوانه العسكري على الشعب الفلسطيني.
لقد تم تفعيل وتطبيق هذا البند على العديد من الدول في الشرق الاوسط ومناطق اخرى من العالم.
لن توقف اسرائيل حربها على غزة ولا على الضفة الغربية المحتلة،الا اذا جوبهت بردع حقيقي دولي او اقليمي او كلاهما معا،يجبرها على وقف العدوان،ودون ذلك سوف يستمر مشروعها التوسعي بتهديد امن واستقرار وسيادة العديد من الدول .
السؤال المطروح ،لماذا يحق لاسرائيل ودول اقليمية اخرى في المنطقة ،التوغل في اراضي دول مجاورة لها واحتلالها بحجة خلق مناطق عازلة ،بينما يحرم على الدول العربية القيام بعمل مناطق عازلة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.