سميح المعايطة
منذ ان كانت القضية الفلسطينية وكانت المخيمات الفلسطينية في الاردن وسوريا ولبنان وحتى في الضفة الغربية وغزة كانت هذه المخيمات عنوانا من عناوين لوجود احتلال وظلم وتشريد تعرض له شعب فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني، والى جانب المخيمات كانت وكالة الغوث الدولية “الاونروا” تكمل المشهد باعتبارها اعترافا دوليا بان الفلسطينيين شعب مظلوم وان من حقه العودة الى وطنه ‘وان هويته التي يجب ان يحتفظ بها هي الهوية الفلسطينية، وان الفلسطيني ان اصبح مواطنا في اي بلد اخر فهذا يخدم الاحتلال، وان المخيمات واينما وجدت في اي بلد فهي مخيمات للفلسطينيين وعنوانا من عناوين القضية وليست جغرافيا من اي مدينة يوجد فيها المخيم في اي دولة.
المبادرة الامريكية للسلام افردت بندا خاصا لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفي محصلة الامر انه يحق لعدد لايزيد عن ٥٠ الف فلسطيني ان يعودوا الى مناطق السلطة الفلسطينية خلال خمس سنوات، وهذه العودة بشروط امنية مختلفة، اما بقية الملايين من الفلسطينيين فانهم جزء من الدول التي يعيشون فيها سواءا كانوا يحملون جنسيتها او لايحملون، كما تحدثت المبادرة عن ضرورة ان تقوم عدد من الدول الاسلامية باستقبال اعداد من الفلسطينيين وتوطينهم، وهذا مختلف عن التوطين لكل فلسطيني في البلدان التي يعيشون فيها، والتوطين هنا ليس منح الجنسية فقط، اغلاق ملف اللجوء، وان يتم تفكيك المخيمات الفلسطينية وتحويلها الى مناطق عمرانية وجزء من المدن التي هي فيها.
كلنا يعلم ان اعدادا كبيرة من الفلسطينيين من سكان المخيمات في الدول العربية فد غادروها وسكنوا خارجها، لكن خطة ترامب تنص على تفكيك المخيمات وان يلغى مصطلح المخيم وشكله وتفاصيله ويصبح مخيم البقعه مثلا تحت اسم ضاحية الازهار في لواء عين الباشا، تماما مثلما هو حال كل المخيمات خارج فلسطين وحتى داخلها.
وتنص الخطة ايضا على وقف عمل وكالة غوث اللاجئين نهائيا باعتبار انه لم يعد هناك لاجئين فلسطينيين لانهم اصبحوا اردنيين وسوريين ولبنانيين……
ولعل هذا يذكرنا بالمعركة الشرسة التي خاضها الاردن خلال السنوات الاخيرة لتوفير الدعم للاونروا في ظل توقف الدعم المالي الامريكي لها والعجز الكبير في موازنتها، وهو توقف كان قرارا سياسيا وجزءا من التحضير للقادم مثلما كانت خطوات اخرى على مدى عقود تحضيرا لما يجري اليوم.