اسعد العزوني
في سماء الإعلام العربي المعتم
لا نتحدث عن أمل مرتجى ،أو نروي قصة فيلم هندي طويل متسارع ومتنوع الأحداث والشخصيات،بل نستعرض حالة مفرحة ظهرت بجهود ثلة من الأنقياء الأتقياء الرافضين للتطبيع والمتمسكين بعروبة القدس وفلسطين ،في أصغر بلد عربي،لكنه يضم خيرة الخيرة من الشباب والشابات الذين قيّضهم الله ليبيّضوا بنهجهم المقاوم وجوه الأمة بأسرها،ويقولوا مجتمعين ومعهم بقية شباب الأمة وبصوت واحد:”القدس لنا وفلسطين عربية”،معوضين بذلك ما تشهده ساحات الوطن العربي من خذلان مبين للشعب الفلسطيني ،من خلال حمّى التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.
ليس شرطا أن يأتي الغوث من الكبير أو القوي دائما،هذا في حال أن الأقوياء والأغنياء لم ينحرفوا عن جادة الصواب،كما هو حاصل اليوم إذ وصلت الأمور بالصهاينة أن يكتبوا في صحفهم أنه لا حاجة لهم بمراكز الضغط في أمريكا ،ما داموا قد حظوا بدعم البترودولار العربي،ومعلوم أن الكرم الحاتمي العربي تجاه مستدمرة الخزر في فلسطين لم يعد له حدود،في حين أن الدعم المقدم لفلسطين كان لا يرى حتى بالعين المجردة ،ومع ذلك يعايرون الشعب الفلسطيني بأنهم قدموا له المساعدات،علما أن البعض قدم تمرا مسوّسا وملابس من البالة إبان الإنتفاضة الباسلة ،وقد رفضها الشعب الفلسطيني في الداخل.
ظن اليائسون أن التطبيع العربي مع الصهاينة قد أغلق باب الأمل،ووصلت القلوب الحناجر لأن الفلسطيني ينظر إلى إخوته من العرب على أنهم المنقذون، لذلك كان تأثير التطبيع العربي عليه كبيرا وشديد الوقع،إلى درجة أن البعض قطع الأمل بالتحرير والعودة،وعم اليأس وخالطه اليأس مع البؤس ،وكانت الحيرة قاتلة إذ كيف يمكن للدول العربية الكبيرة والغنية أن تتخلى عن الشعب الفلسطيني هكذا ،وكان السؤال الملح:هل يمكن أن يتحول الدم إلى ماء؟
وسط صمت وبجاحة المطبعين الذي شطبوا القدس وفلسطين من قواميسهم،جاءنا الجواب ،لا يدغدغ مشاعرنا فقط ،بل يبعث الأمل في نفوسنا بأن موعد التحرير والعودة يقترب شيئا فشيئا ،بعد أن فرز الله المجاميع،وفرق بين الصادقين والمنافقين،وكان الأمل من الخليج وتحديدا من البحرين ،إذ تعهدت ثلة شريفة عفيفة من شباب وشابات البحرين بتعديل المسار ،وعلى حسابهم الخاص ،ضاربين المثل لنظرائهم في الخليج الذين يشاركونهم نفس الهوية ورفض التطبيع،بأن الوقت بات مناسبا لتعديل المسار.
لم يعمد شباب البحرين المخلصين إلى ذر الرماد في العيون لتسجيل موقف ،بل زينوا مسيرتهم بألوان الشرف ،وأسسوا خندقا إعلاميا مقاتلا،وسط صمت المدافع العربية ،وخرس الألسن التي لم إستمرأت طعم الإستعباد وفضلته على طعم الحرية،وكانت مجموعة قناة تلال نيوز –عربية البحرينية نجمة مضيئة في سماء الإعلام العربي المعتم،ووصل صوتها إلى المسجد الأقصى المبارك واختلط بصوت الأذان الصادر من مكبراته ،رغم محاولات البعض الهيمنة على الأقصى لتسليمه للصهاينة ،كي يهدموه ويبنوا الهيكل المزعوم على أنقاضه ،ويحولوا مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي يستقبلون فيه مخلّصهم المنتظر ،الذي سيشن حرب هرمجيدون على المسلمين ويلحق الهزيمة بهم ،حسب نبوءات توراتهم المزيفة.
تلال نيوز –عربية البحرينية سيصل صوتها الحر والمقاوم إلى كافة أرجاء الوطن العربي المستباح من الماء إلى الماء،داعيا النيام إلى النهوض من سباتهم ،كما يفعل المسحراتي في شهر رمضان الذي يدعو النيام إلى النهوض من نومهم لتناول طعام السحور وأداء صلاة الفجر،وحقيقة فإن الساحة العربية متعطشة لسماع نداء الحرية ،وكم نحن سعداء أن يأتينا هذا النداء من الخليج ،وتكون تلال نيوز-عربية البحرينية صنوا وداعما ومعززا لتلفزيون إمارة الشارجة الحرة .
مطلوب من أثرياء الخليج المؤمنين بالنهج المقاوم والرافضين للتطبيع مع الصهاينة،دعم هذه المجموعة الإعلامية لتقويتها وتمكينها من أداء رسالتها القومية والدينية، الملتزمة بنهج الصحابة المجاهدين والفاتحين ،وأن يعتمدها النهج المقاوم منبرا للحرية ويعززها،ولا شك أن عدم ترك هذه المجموعة في الساحة وحيدة سيشجع الشباب العربي أينما كان على السير في طريق المقاومة ورفض التطبيع،مما يؤدي إلى تقوية السرب نوعا وكمّا ،وإكسابه المناعة من أجل مواصلة المهمة الملقاة على عاتقنا جميعا.