ينتظر الأردنيون بفارغ الصبر كل يوم أخبار الساعة الثامنة للاستماع للمؤتمر الصحفي بخصوص فيروس كورونا والذي يقدمه معالي وزير الإعلام ومعالي وزير الصحة مشكورين. ولكن علينا جميعا أن ندرك أن هذه العصارة من العمل التي يقدمها الوزيران ما هي الا نتيجة عمل دؤوب وجهد ميداني وتضافر للجهود من قطاعات كثيرة ومن جميع شرائح المجتمع. نشكر الحكومة والوزيران على أسلوبهم ومتابعتهم الحثيثة ،ولكنني وبرأيي الشخصي أقول لا يجب علينا تسليط الضوء على أشخاص وإهمال ما يقوم به مجتمع بأسره. هل تابعتم لجنة تقصي الوباء ومعاناتهم اليومية؟!!! هل تابعنا الأطباء والممرضين وكادر وزارة الصحة وحجم العمل والمخاطرة التي يتعرضون لها …؟ هل تابعنا …..؟ كثيرة هي الشرائح من مجتمعنا التي تتعب وتصل الليل بالنهار وتبذل ما بوسعها لحسر انتشار هذا الوباء الفتاك. لنتوقف عن تمجيد الأشخاص فما هم الا نهاية حلقة العمل وهم من تقدم لهم عصارة جهد مجتمع متكاتف بكافة مكوناته ومكنوناته. لنفكر بطريقة إبداعية ناقدة لا أن نسير بسياسة الغرور والإعجاب المؤقت بأشخاص يؤمنون بالأصل بالعمل المؤسسي والتعاون المشترك. فنحن شعب لا يجب ولا نستحق ان تنطبق علينا مقولة “بنطيش على شبر مي” ودعوة مني لكم أن نشكر ونمجّد: – شعبا واعياً امتثل للتعليمات وكان على قدر المسؤولية لحماية نفسه. – مؤسسة عسكرية خرجت مستنفرة لحماية وخدمة شعب يؤمن أن الجندي الأردني هو ابن الشعب. – حكومة أظهرت ثقافة العمل الجماعي والتكاتف والخروج للميدان للوقوف على أي مشكلة. – قطاع طبي من أطباء وممرضين وصيادلة سخّروا علمهم وعملهم لخدمتنا وحمايتنا. – قطاعات التعليم سواء الجامعات أو المدارس أو القائمين على المنصات الالكترونية لمساعدة الطلبة على استكمال تعليمهم وهم في بيوتهم. – إعلام رسمي ظهر بصورة مختلفة جاذبة هذه المرة. – رجال أمن يعملون على التصدي للشائعات ومتابعة كل ما من شأنه زعزعة أمننا الداخلية والخارجي. – شركات قطاع خاص تبرعت حسب امكانياتها للوقوف بوجه هذه الجائحة. – أصحاب محال تجارية لم يستغلوا حاجة الناس ووقفوا إلى جانب الوطن والمواطن. – بلديات اجتهدت وحاولت ان تقدم ما بوسعها من امكانيات لخدمتنا ونحن بمنازلنا. – جنود مجهولين في كل مكان ممن فاتني ذكرهم يستحقون منا أف تحية. – واخيراً وفوق ذلك كلّه قيادة حكيمة تتابع كل صغيرة وكبيرة وتشارك ميدانياً وفكرياً وعاطفياً للخروج من هذه الأزمة. قد تكون هذه المرة الأولى التي يتعرض بها الأردن لامتحان صعب ولكنها كانت الفرصة التي ظهر فيها تكاتف الإردنيين قيادة وحكومة وشعبا. وأخيرا علينا أن نتريث قليلاً والالتزام الكامل بالتعليمات قبل التمجيد وإطلاق الأحكام فهناك الكثير من الأمور المجهولة والغامضة في هذه المعركة التي لم تحسم بعد. وندعو الله أن يديم علينا نعمة الصحة ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.