مصطفى الشبول
توجيهي
قبل أيام ساقنا الحديث مع احد مدرسي طلاب التوجيهي (الخصوصي) حول معاناة الطلاب والحالة النفسية التي يمرون بها والتي تكمن في ممارسة الضغوط من قبل الأهالي عليهم ، من خلال الطلب المستمر منهم بالدراسة والمطالعة والتواجد في الغرفة المخصصة لهم ، بالإضافة إلى طلب التفوق والحصول على المعدلات العالية بأساليب مختلفة (ترغيب و ترهيب) وطرق أخرى تكون غير مقصودة من الأهالي ربما تُنَفّر الطالب من الدراسة وتجعله يهرب ويتهرب منها بسبب الطرق الخاطئة ، مثل ( ما تقوم على قرايتك ، نفسي أشوفك فاتح كتاب ، راجعني إذا نجحت السنة ، طل على ابن الجيران شلون مطربس على كتبه ، والله من الصبح ما شفتك فتحت كتاب ، صرت حاط عليك مصاري الدنيا …..الخ) .
ولمن يتابع المواقع فقد تم ترجمة ونشر رسالة من إحدى مدارس سنغافورة تُرسل لآباء التلاميذ قبل الامتحانات تقول لهم : ( أعزائي الآباء ، إن امتحانات أبنائكم على وشك البدء ، ونحن نعلم أنكم قلقون جداً بخصوص أداء أبنائكم ، لكن تذكروا أن بين هؤلاء التلاميذ هناك طبيب ليس من الضروري أن يفهم الرياضيات ، وهناك مقاول ليس من الضروري أن يتقن التاريخ ، وهناك عالم في الرياضيات ليس من الضروري أن يتفوق في الكيمياء…… إن حصل ابنكم على علامات عالية فذلك شيء عظيم أما في حالة عدم حصوله عليها، فلا تجعله محط سخرية ولا تجعله يفقد ثقته بنفسه وكرامته ،هدئوا من روعهم واشرحوا لهم أن ذلك لا يتجاوز كونه امتحاناً صغيراً وان هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة ، قولوا لهم أنكم تحبونهم مهما كانت علاماتهم ولن تصدروا أحكاماً أبدا عليهم ، طمئنوهم وشجعوهم …افعلوا هذه الأشياء وبعدها شاهدوا أبنائكم كيف يحققون نجاحاتهم …) .
فنقول بأن العامل النفسي هو الأساس في تلك المرحلة وهو الشيء الوحيد الذي من خلاله تصل لبناء العلاقة الدراسية الحقيقية بين الطالب وكتابه وبين الطالب وأهل بيته ، خصصوا وقتاً قصيراً (ربع ساعة باليوم ) للجلوس مع طالب التوجيهي لسماع مشاكله والصعوبات التي تواجهه ، واخبروهم بأنها بسيطة وان حلها سهل ، وأشعروهم بأنكم بجانبهم في كل لحظة ، لا تسألوهم عن الدراسة وهم على مائدة الطعام ، وأخرجوهم من أجواء الحصار والرقابة التي يعيشونها ، اشتروا لهم الهدايا الرمزية والبسيطة بين الحين والآخر …حاولوا أن تزرعوا ثقتهم بأنفسهم ، و أخبروهم بأنكم ستفرحون بنجاحهم …
فربما لم تستطيعوا كسب المعركة في النهاية ، لكنكم قاتلتم بشرف كي لا تخسروا …