فارس الحباشنة
رغم أهمية التبرع بأراض واموال وعقارات لاقامة مساجد في العديد من مناطق المملكة، يجب النظر ايضا الى ان هناك في قرى اردنية طلابا بلا مدارس، وان وجدت المدارس فانها شبه منهارة ولا تصلح للحياة تحت سقوفها صيفا وشتاء، ففي هذا أجر وثواب كبير ايضا.
وفي قرى اردنية لا يوجد مراكز صحية، وان وجدت المراكز لا يتوفر العلاج والادوية والخدمة الصحية، ومن دون اطباء وممرضين وكادر طبي لكي يقدم الخدمة والرعاية الصحية المناسبة، فلماذا لا نفكر في الاخرين، ونفكر بمعنى من معاني الشراكة الاجتماعية والمسؤولية الوطنية في بناء الوطن.
في ازمة كورونا، مئات الالاف من طلاب القرى والارياف والبوادي بلا انترنت، ويعجز اولياء امورهم عن توفير اللوحات الالكترونية للتعليم، والبنى التحتية كما تعلمون لتكنولوجيا التعليم والتعليم عن بعد في بلادنا هشة وضعيفة ومعدومة حكوميا وشعبيا.
كنت اتخيل ان يخرج رجل اعمال وثري ويتبنى عملا وطنيا في الانفاق على تعليم ابناء الفقراء والمهمشين في الاردن، ويوجه تبرعات لانقاذ التعليم ورعاية لجيل اهلكته وهمشته ونسيته كورونا.
رجل اعمال حر وشريف يخلد اسمه في التاريخ على بوابات المدارس ودور التعليم والجامعات ، وفي ذاكرة اجيال كورونا يذكرونه بالخير ويدعون اليه، ويخطون اسمه في كتب التاريخ، ويخطونه على جدار الحياة تحديا للموت والجهل والوباء.
في اوروبا، اثرياء يضعون ارباح ثرواتهم وقفا للانفاق على التعليم والبحث العلمي. تتفاجأ في اسبانيا وايطاليا وفرنسا، كيف ان التعليم مجاني، وانت كطالب اجنبي هناك يمكن ان تستفيد من منحة ودراسة مجانية.
في الانتخابات ينفقون ملايين الدنانير، ويقيموا ولائم واحتفالات بالفوز، ولا يفكر الفائز بالتبرع بمبلغ محدود الى مدرسة او مركز صحي وطلاب محتاجين.
ولي امر نجله يتخرج من جامعة او ينجح بالتوجيهي يقيم ولائم ويقدم المناسف ، ولا يتذكر وهو يحتفل وينفق الاف الدنانير ان هناك مدرسة وجامعة تخرج منها الطالب وبحاجة الى مساعدة ودعم وتبرع، ولو عيني.
ما احوجنا الى مواقف اخلاقية وطنية، وما احوجنا الى بناء تعاضد وتكاتف وتعاون اجتماعي وطني، وتوجيه الانفاق والتبرع على التعليم والصحة.