عبدالحفيظ سليمان ابوقاعود
ثقافة فن الحياة … لاستنهاض الامة
نتائج”معركة الحواسم”لمواجهة ألمؤامرة والحرب الكونية على سورية ومن سورية؛ سترسم مسارالعلاقات الدولية وفق نظام عالمي جديد متوازن ، وتحدد علاقة الامة بالغرب المتصهين من التبعية الى الندية، بالغاء رسومات حدود” تشرشل- بل”،وتمهد لمشروع أستراتيجي سياسي وأقتصادي وأجتماعي وأمني في ” بلاد الشام وارض الرافدين” مفتوح لمن يرغب بالانضمام إليه بعد الانتصار الاستراتيجي لمحور المقاومة العربي الاسلامي على منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية .
معركة”الحواسم”التي تخوضها “سورية المتجددة ” لتنظيف الجغرافيا السورية من السلاح غيرالمشروع وتطهيرها من المجموعات التكفيرية الارهابية المرتزقة المسلحة ،أصبحت بين قوسين وأدنى من الحسم الاستراتيجي من قبل جحافل الجيش العربي السوري والمنظومة السياسية والامنية بقيادتها المجاهدة بالتنيسق مع القوات الرديفة والمساندة من روسيا الاتحادية ومجاهدي حزب الله ومجاهدي محور المقاومة .
الى اين ذاهبة سورية المتجددة في عام الاستدارة الكبرى 2019؟!!! الى الاعمار والمصالحة الوطنية ، ودستور جديد معا وفق ثقافة فن الحياة ، ام الى استكمال مشروع التحرير للارض والانسان العربي ؟!!!.
فالاجابة ؛ ان النصر السوري العظيم في معركة الحواسم،التي أبلى بواسل الجيش العربي السوري وحلفاؤه فيها بلاء حسنا ،بقبرالمؤامرة الكونية وأدواتها الدولية والاقليمية والمحلية الى مزبلة التاريخ ،التي أستهدفت تفتيت الدولة الوطنية السورية، وأسقاط نسقها المقاوم؛ شكل رأس الجسر المتقدم في مواجهة منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي يرتبط أعضاؤها مع الولايات المتحدة الامريكية بإتفاقيات حماية أمنية مباشرة وتعاون أستراتيجي و مذكرات تفاهم وتعاون عسكري، والحلف من خارج النيتو مباشرة كل على حدا ؛ الامر الذي يحتاج الى مشروع قومي أستراتيجي لمواجهة المشروع التكفيري، الذي ترعاه الولايات المتحدة الامريكية،ورسمت مع اسرائيل سيناريوهاته وأعدتا أدواته ألاقليمية، وتأمين التمويل من ريع النفط العربي لهذه الحرب عبر تأسيس شركات أمنية تجند الارهابيين المرتزقة حول العالم ،ومن “الخزان البشري الارهابي والنفطي ” المعروف في منطقة الجزيرة العربية .
وهناك مساران متلازمان ومترابطان أمام القيادة السورية بعد هزيمة المشروع التكفيري الارهابي في سورية والاقليم وهما ؛
الاول :- الشروع بالحوارالوطني الشامل مع كافة ألوان أطياف السياسي في بلاد الشام لأستكمال عملية الاصلاح العام في سورية المتجددة بمحاوره الثلاثة ، ومن خارج مؤتمر جنيف 1 .. 2 ..3 .الخ، وبالتزامن مع تنفيذ خطة وطنية للاعمار الشامل .لان التوافق الوطني العام على صيغة الدولة المدنية الديمقراطية،والتناوب السلمي على السلطة ؛خطوة أولى في مسار المصالحة الوطنية وعملية الاصلاح العام في بلاد الشام وارض الرافدين.
الثاني:- تبني المشروع الاستراتيجي للاندماج السياسي،والتشبيك الاقتصادي والتنسيق الامني والعسكري للقوميات الاسلامية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وفق ثقفة فن الحياة .
فألتشيبك الاقتصادي والاندماج السياسي وأعادة التكوين المجتمعي في بلاد ” الشام وارض الرافدين” لايتم تنفيذه إلا بمشروع سياسي واقتصادي إقليمي أستراتيجي، له أهدافه وادواته وبيئته الحاضنة.حيث يشكل محور المقاومة العربي الاسلامي؛ البئئة الحاضنة للمشروع الاستراتيجي وأدواته في مرحلته الاولى. لكن متطلبات هزيمة المشروع “الارهابي التكفيري” في المنطقة والاقليم ،توجب أعادة ترتيب المنطقة سياسيا واقتصاديا كلها، وفق متطلبات الدولة المدنية الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة “ثقافة فن البحياة “،والتشبيك الاقتصادي في أطار مشروع أتحاد أقليمي أستراتيجي.
“النسق السياسي ” المتجدد في سورية في أطار الحوار الوطني الشامل للمصالحة الوطنية ؛ مطالب بشمول مظلة الاصلاح العام والحوارالوطني بين المكونات الاجتماعية والاحزاب السياسية في كل من العراق ولبنان والاردن وفلسطين ، التي لم تكن أوضاعها الامنية والسياسية في منأى عما حدث ويحدث في سورية من حرب كونية ظالمة .
فالمشروع القومي ألاستراتيجي الجامع للامة في المشرق العربي ،هو؛ الحل لمواجهة المشروع التكفيري الارهابي ، الذي استهدف اقامة “الشرق الاوسط ” الكبير في الاقليم، الذي بشر به الارهابي شمعون بيرس ، وتبنته الولايات المتحدة الامريكية . كما انه يريح المكونات السياسية والاجتماعية في الاقليم في حال تبنيه من قبل” سورية المتجددة “، والعمل على تنفيذه بعد المصالحة الوطنية والشروع بالاعمارالشامل .
نلاحظ ان التفاهمات ألاقليمية تتجه نحو دراسة وتبني مشروع أقليمي أسترتيجي في المحور المقاوم لمواجهة المشروع التكفيري الارهابي الدولي المتوحش ،الذي تتبناه الولايات المتحدة الامريكية ،وحلفائها الدوليين والاقليميين منذ وضعت الحر العراقية الايرانية اوزارها وسقوط الاتحاد السوفيتي السابق !!!.
لقد بدأت تركيا الاوردوغانية تستجيب وتسير بهذ االاتجاه، وتغيير من توجهاتها السياسية والعسكرية نحو الانخراط ب”المشروع الاستراتيجي” بعد تشكيل مجلس سياسي أعلى بين روسيا وإيران وتركيا لبحث السياسات الاستراتيجية بين هذه الدول ، وليس فقط العلاقات السياسية والاقتصادية،والبحث بأوضاع االاقليم، فحسب ، بل الوضع الامني الاقليمي والدولي !!!.
لكن اوردوغان مازال يراوغ بالانتقال بين المحورين مثله مثل الغراب الذي ضيًع درجته مع درجة الحمامة كما يقول المثل الشعبي .لانه اصبح “تاجر سياسي” محترف يفتقد الدهاء السياسي وغير قادر على استيعاب موازين القوى والتوازنات الدولية التي مازالت في طورالتكوين لاستيلاد نظام دولي جديد متعدد الاقطاب والثقافات يرث النظام الدولي احادي القطبية ، الذي افل نجمه بالنصر السوري العظيم.
الامة في سوراقيا ؛ تحتاج الى مشروع أستراتيجي سياسي وأقتصادي وأجتماعي وأمني ، لاقامة دولة مدنية أتحادية عملاقة في بلاد الشام والرافدين ذات مرجعية بشرية منسجمة مع المرجعية الالهية لمواجهة المشروع التكفيري،الذي يسعى منفذوه الى السيطرة على المشرق العربي ومصر، لاقامة “دويلة دينية ” بمقاس خاص مفصل بالتعاون مع الغرب المتصهين ” الباكستان “، و”اسرائيل” انموذجا بعد تفتيت شبة القارة الهندية في زمن سابق !!!.
متطلبات تنفيذ المشروع القومي الاستراتيجي تكمن في مايلي ؛
اولا :- ترسيخ مبادئ ثقافة ” فن الحياة ” منهاج الديمقراطية في الحياة العامة والسياسية ، والتناوب السلمي على السلطة بين بين مكونات النسيج الاجتماعي بين الاصلاحيين والمحافظين ، والتحول من النظام الرعوي الى الدولة الاتحادية المدنية المنتجة وفق عقد اجتماعيحديد .
ثانيا :- ادراك أهمية ولوج الامة الدورة الحضارية الثالثة ، التي تعيش ارهاصاتها في عصر الانتصارات الكبرى وتولي زمن الهزائم بعد خروج سورية المتجددة منتصرة استراتيجيا في معركة الحواسم على المشروع التكفيري الارهابي المتوحش بأقل التكاليف ، لاستئناف دورها في الحضارة الانسانية في عالم متعدد الاقطاب والثقافات .
ثالثا :- خطة قومية كبرى لاعمار سورية من مخلفات التدمير الممنهج للمجموعات التكفيرية الارهابية المسلحة.وأنطلاق مسيرة الحوار الوطني الشامل في سورية المتجددة بقيادة الرئيس المجاهد الدكتور بشار الاسد لصياغة دستور جديد لسورية المتجددة .
رابعا :- مواجهة ألمشروع التكفيري الارهابي بكل ابعاده يكون بمشروع أستراتيجي بالمقابل،لاستكمال مشروع التحرير للارض والانسان العربي باحياء الجبهة الشرقية وفق العقيدة القتالية لمحور المقاومة.
الخلاصة والاستنساج؛
ان ألمشروع التكفيري الارهابي ينفذ بالتعاون مع الحليف الغربي المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ،وبالتنسيق مع منظومة التحالف الامني الاقليمي المشاركة في المؤامرة الكونية على سورية ، ومن سورية ؛ يتقاطع في أهدافه وبرامجه وألياته مع المشروع الاستراتيجي للامة في أقامة قواعد التشبيك الاقتصادي والاندماج السياسي والتكوين المجتمعي للمحورالمقاوم ، وذلك عبر مؤامرة أدامة الاشتباك العسكري وأستخباري ألامني في الاقليم ،الذي يهدف الى بلقنة المنطقة وتفتيتها وتقطيع أوصالها لخمة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة، وذلك بهدف منع أقامة الدولة ألاتحادية ألمركزية في بلاد الشام وارض الرافدين ، والمحافظة على أمن إسرائيل وتأمين المصالح الغربية الاستراتيجية في المنطقة.
– تتبني ” سورية المتجددة” المشروع ألاستراتيجي الاقليمي وقيادته، للاندماج السياسي والتشبيك الاقتصادي لمواجهة وأجتثاث ألمشروع ألتكفيري ألارهابي ، هو؛ الخطوة الاولى لتحرير الارض والانسان العربي لولوج الامة الدورة ألحضارية ألانسانية الثالثة!!!.
– المحور الأساس للجغرافية السياسية للبلاد العربية يتركز ويتمثل في المثلث الذهبي : مصر، بلاد الشام ،والعراق، وأن بلاد الشام في كل تفاصيل ” تضاريس ” هذا المحور، هي ؛ قلب هذا المحور، وفي حال التكوين،يشكل العراق ومصر الجناحان الرئيسيان لهذا المشروع. لكن “مصر”خرجت مبكرا من معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي الى أجل غير مسمى . لكن أستدارة عجلة الزمان الطبيعية كفيلة بعودة الابن الى حضن أمه الدافئ في وقت ليس ببعيد!!!.
– ألرؤيا الاستراتيجية لمستقبل” سورية المتجددة ” السياسي دون الربط الاستراتيجي مع العراق، والربط بين الإثنين دون الترابط مع الاردن وفلسطين ولبنان ،هو ؛ مجرد أوهام وأفكار نظرية غير قابلة للتطبيق تتداولها النخب والاحزاب السياسية ترفا في مرحلة الاصلاح العام في الوطن العربي.
– أن أستكمال مشروع تطور”الامة” الاقتصادي،وتقدمها الفكري والثقافي ،يتطلب توافرألاسباب الموضوعية وألعوامل المساعدة للأنتقال من مرحلة النمط االريعي الاستهلاكي إلى النمط الانتاجي الرأسمالي عبر القطاع الاهلي الانتاجي،.
– ردم جدار حظر المعرفة العلمية لامتلاك تقنية الناتو لردم جدار حظر المعرفة العلمية المفروض على الامة منذ سقوط بغداد الاول في العام 1258 ، ومن قوى الاستكبار العالمي على الامة والملة منذ اتفاق سايكس بيكو وملحقاته الى الان ،والتي تمكنت الجمهورية الاسلامية الايرانية من ايجاد ثقب في هذا الجدار من خلال الاتفاق النووي مع دول 5+1 بدخول النادي النووي العالمي، في حين مازال العرب في استديوهات” ارب ايدل ” لتخريج جيوش من القانيات والمطربين .
– الاستقلال الناجز للامة والملة من وصاية الغرب المتصهين والخروج من منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي تضم إسرائيل في عضويتها ، والوصول الى عقد اجتماعي عربي في ” دولة عملاقة ” في المشرق العربي ” يجسد ثقافة فن الحياة ” بالعمل السياسي والحياة العامة في المرحله الاولى، والتشابك السياسي والتعاون الاقتصادي بين قوميات الملة في المرحلة الثانية .
– احياء الجبهة الشرقية ،التي تمتد عبر نهر الاردن وفق عقيدة محورالمقاومة القتالية ، وذلك مقابل خط الشريط الاستيطاني العسكري الاسرائيلي من بيسان شمالا الى عين جدي جنوبا المقام في اطار الخطة الجيو- سياسية الاسرائيلية ” القطاع المزدوج” لعام 1976، ويضم مليون مستوطن عسكري في نهاية العام 2016، الذي يشابه في اهدافه خط بارليف على قناة السويس واخترقته القوات المسلحة المصرية ابان حرب اكتوبر- تشرين التحريرية 1973.
· صحافي محلل سياسي