د عماد الزغول
ضمن القواعد والقوانين الاممية التي نصت عليها الاتفاقيات الدوليه أقرأ الرد الايراني على قصف اسرائيل للقنصلية الايرانية بسوريا. ما ان وقع الاعتداء الاسرائيلي حتى ظهر رد الفعل الدبلوماسي انريكا اعلنت انها لاعلم لها بما حدث وانها لاتوافق علية ضمن مرجعية( الاتفاقيات الدولية) ولحسابات انتخابية داخلية. وانقسم الصف الاسرائيلي بين مؤيد ( متطرف) وبين مستنكر لعلمه بمآلات الامور. اما ايران فأعلنت بشكل واضح بانها سترد ضمن الجغرافيا المسموح بها دولياًً ( الارض الايرانية كمنطلق للرد واراضي فلسطين المحتلة كمتلقي للرد الايراني). ثم حاولت الوساطات الدبلوماسية باحتواء الموقف ومحاولة تعويض ايران مقابل عدم الرد، وفشلت المحاولات وتم الرد الايراني بما ظهر نقلا مباشرا على كل وسائل الاعلام. وهنا لا ارغب بالتحليل للحدث من وجهة نظر الصحافة التي ترصد الحدث فقط بل لا بد من النظر الى اللعب عالي المستوى الذي يمتزج فيه الرد الدبلوماسي مع العسكري ويمتزجان حتى لا يستطيع المراقب ذا العين السياسية ان يخطئ الرد الايراني، فأقول: اولا: كانت الضربة معلنة على المستوى الدبلوماسي والاعلامي، وهذا يشكل عنصر قوة في الرد على مستوى رد الكرامة لهيبة الدولة وانعكاسه على الشارع الايراني اولا وعلى المستوى الدولي ثانيا. فيكون الامر تحدٍ صارخ على كل المستويات الدبلوماسية والتجهيزاته العسكرية وعلى البعد النفسي لدولة الاحتلال. ثانيا: الاعداد المعلن عنه للاسلحة المستخدمة وترك المساحة مفتوحة لدولة الاحتلال للدفاع بما امكنها الامر الذي يشكل بالون اختبار مزدوج( نستطيع ان نصلكم باسلحتنا، ولكم ان تقدروا ما يمكن ان يكون مستقبلا اذا استمر الرد والزد المعاكس). ثالثا: شكل الرد الايراني ( كفعل عسكري دولي لمهاجمة دولة الاحتلال) في هذا التوقيت وفي ظل استمرار معركة طوفان الاقصى، آخذين بعين النظر الدعم الامريكي المطلق لدولة الاحتلال . يشكل اطلاقا للمخيلة للدول المحيطة شعوبا وحكومات أن القوة هي من تجعل العالم يستمع لما تقول وليس شياء آخر ، ولا صوت يعلو على صوت القوة . فأنت نقاط قوتك وليس عدالة قضيتك.
د عماد زغول