اسعد العزوني
جبهة درعا ..الحسم في الأردن
أسعد العزوني
بعد معركة حلب وما آلت إليه الأوضاع في سوريا من حيث المصير ،فإن العين باتت موجهة صوب جبهة درعا ، التي ستكون آخر الجبهات وربما إنطفأت النيران في سوريا بعد الإنتهاء من جبهة درعا جنوب سوريا ،وشمال الأردن ، وسيكون للأردن دور كبير وحاسم في موضوع جبهة درعا.
معروف أن الأردن الرسمي صمد منذ العام 2011 أمام ضغوط الأشقاء والأصدقاء ،ورفض الإنسياق وراء دعاة الحسم في سوريا ،وضحّى بكل المكتسبات الموعودة ،رغم وضعه الإقتصادي الصعب ،وغضب عليه من غضب ، وكادت الأمور أن تخرج من تحت السيطرة بعد أن أقدم فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية “ISIS”الملقب بداعش،على إعدام الطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة ،التي أسقطت طائرته في ظروف غامضة ، وسمعنا لغطا كبيرا حول قصة تكليفه بقصف مواقع داعش وما رأى في الجو من قيام طائرات أمريكية بإسقاط صناديق المعدات والأغذية لداعش من الجو،فقام بالتصوير والإتصال مع مركز قيادته لإبلاغهم بما رآى ،وهذا مثبت في ملفات المخابرات الغربية المشاركة في التحالف ضد داعش في سوريا.
بعد تلك الجريمة البشعة دخلنا في الأردن مرحلة توافق في الرأي وصرخنا بصوت واحد :نعم إنها حربنا ! بمعنى أن الشعب الأردني تحول في موقفه 180 درجة ووافق على قصف داعش وفوض القيادة الأردنية بإتخاذ ما تراه مناسبا للثأر من داعش ،ولكن الله سلم ولم يتم فتح جبهة درعا من الأردن ،كما كانوا يطلبون .
كما قلنا فإن الأردن الرسمي تحمل الكثير وخسر أكثر بسبب رفضه فتح الجبهة الأردنية أمام قوى التحالف الدولي لضرب داعش ،والإنتهاء بإسقاط النظام السوري الذي هو الهدف الأصلي للهجوم الذي كان يخطط له التحالف ، ولا يغيبن عن البال أن رأس الحربة سيكون في مثل هكذا هجوم هو الجيش الأردني المعد جيدا والمدرب جيدا وصاحب القدرة في تحقيق النصر في حال توفر له القرار السياسي لذلك.
كما قلنا فإن الغيوم بدات تتلبد مثل غيوم السادات المعروفة في المنطقة ،وبتنا نرى التدخل الأردني في سوريا قريبا ،ولكن التساؤل :لماذا ستغير القيادة الأردنية موقفها من التدخل ؟ الأمور معقدة لكن بعض الخيوط بدأت تتضح ملامحها وبات يسهل فرز الخيط الأبيض من الأسود، وأولى المظاهرهي تصريحات رئيس هيئة الأركان الأردنية الأخيرة الفريق محمود فريحات لمحطة الإذاعة والتلفزة البريطانية “بي بي سي” الأخيرة ،وحذر فيها من تمدد قوات الحشد الشعبي العراقي إلى سوريا ،وكان ذلك تحذيرا لدول الخليج العربية من الخطر الشيعي .
كما حذر من وصل إيران بلبنان عن طريق حزام بري ، علاوة على تحذيره من خطورة أخطر الوحدات العسكرية السورية التني اعلنت ولاءها لداعش “جيش خالد بن الوليد” على الأردن الذي تبعد عن حدوده كيلومتر واحد فقط،وقد طمأن النظام السوري بقوله أن تدريب الأردن لجيش العشائر السورية ليس موجها ضد النظام السوري.
من هنا نبدأ فرئيس هيئة الأركان لم يتحدث من فراغ ولكنه أراد إيصال رسالة ربما تحمل موافقة مبدئية على الرغبة بفتح جبهة درعا وهذا يعني ما يعنيه ،ويقيني أن هذا ما كانت دول الخليج العربية وتحديدا العربية السعودية ترغب بسماعه من القيادة الأردنية .
أما بخصوص طمأنة النظام السوري فلا اظن ان هذا النظام سيطمئن للأردن ،رغم قناعته وأعني بذلك رأس النظام أن القيادة الأردنية أسدت له الجمائل تباعا وأنقذته من الإغتيال أكثر من مرة بسبب تواجد الأردن الإستخباري على الأراضي السورية وفي كافة المفاصل .
وعليه فإن التوقعات تفيد أن النظام سيوعز إلى داعش باقيام بتنفيذ عملية إرهابية موجعة في الأردن ،وذلك برغبة إسرائيلية –سورية مشتركة لمعاقبة الأردن ،وقد هدد الرئيس السوري مرارا بقصف الأردن بالصواريخ ،تماما كما هددت مستدمرة إسرائيل الأردن الرسمي بشطبه من خلال الموافقة على إقامة دولة فلسطينية في الأردن .
التقديرات تفيد هنا ولا أقول المعلومات ،أن الأردن سيلملم جراحه ويقرر فتح جبهة درعا بموافقة القطبين روسيا وامريكا ، وتحدثني نفسي أن موسكو قررت التخلص من الرئيس بشار ولكنها تبحث له عن مخرج ترتاح هي من تبعات ذلك حتى لا يلومها أحد ،ويكون الأردن قد نال شرف السبق بتخليص خصوم وغالبية حلفاء الرئيس السوري منه ،وعندها ستفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا .