فارس الحباشنة
قبل العودة الى الاندية الرياضية، وودت كتابة هذه السطور عن تجربة رياضة «مشي الشوارع « التي امتدت لشهور بفعل قرارات كورونا ..
من اول ما اغلقت الحكومة النوادي الرياضية «الجيم» توجهت الى رياضة «مشي الشوارع» . وتلقيت دعوات من جروبات مشي كثيرة .
و سبق ان جربت ذات مرة الجروبات، واشتريت بذلة رياضية وعواكس صفراء للسيارات، واشتركت في جروب مجموعة المشي على الواتس اب وصفحة الفيسبوك .
و خرجت معهم مرتين في جولات مشي، ومن ثم انسحبت بهدوء من الجروب . وللجروب مديرة ومساعد .
و اول سؤال واجهته .. هل انت متزوج او خاطب او عزابي او مطلق ؟ وانهالت رسائل على الواتس اب والماسينجير . ما عرفت ماذا اجاوبهم، وانا اخمن ان اهتمامات اعضاء الجروب رياضية وصحية، وانهم يستفسرون عن الكرويسترول والدهون والسعرات الحرارية والكاربوهيدرات، وثقافة المشي صحيا ورياضيا .
وفي اثناء المشي لا تسمع غير قضايا اسرية وعائلية، وعن اخبار طلاق وزعل بين عريسين، وخلافات على النفقة، وخلافات بين ام الزوجين، والضرة والحماة والخاله، وخلافات على الاولاد، وخلافات على سفر الزوج للخليج،وغير ذلك .
في جولة المشي سمعت قصصا وحكايا كثيرة والله لو اني ذهبت في جولة صحفية استقصائية على دوائر المحكمة الشرعية وحماية الاسرة، ما قد بلغ سمعي هذا الكم من الكلام الهائل عن خراب وتفكك العائلة الاردنية .
وما اضحكني ان سيدات في الجروب يتسلين خلال المشي باكل الحلو والشوكولاته والفستق والبزر .. وكلهن يتحدثن عن نقص الوزن والرجيم، والاكل الصحي والمثالي، وان اجسادهن كالغزلان .
للامانة رايت واحدة او اثنتين من الجروب يهتممن بالرياضة والمشي والاكل الصحي .. الجولة الثانية ما صدقت ان تنتهي واعود الى سيارتي .. سيدة سمعتها تتصل بالعاملة وترشدها كيف تقلي بطاطا وهامبرغر وزنجر، واي شيء موجود في الثلاجة، وتوصيها بزيادة الكمية لان صاحباتها معزوميات وراح يمروا معهما . وطبعا في عزومة ولا شيء .
هجرت الجروب، ورجعت امشي في مسارات الباص السريع في شارع الجامعة الاردنية .. وفي كل جولة مشي ادعو لوكالة الانماء الفرنسية ان لا تكمل تمويل المشروع حتى نبقى نسرح ونمرح بالمشي، واتمنى لو امين عمان يلبس يوم بذلة رياضة ويشارك المواطنين ثقافة المشي في مسارات المشروع المتعثر ومجهول المصير .