مصطفى الشبول
لظرف ما، لم يحظر خطيب الجمعة في احد مساجد البلدة ، ورُفع الأذان وصلى الناس ركعتين قبل الخطبة ، وانتظروا حتى يصعد الخطيب على المنبر ، والكل يلتفت يمين وشمال بانتظار الخطيب أو أحد المصلين لصعود المنبر ليحل مكان الخطيب المقرر.. لكن دون جدوى ولا أحد يحرك ساكن ، والغريب بالأمر أن من بين المصلين من يحمل الشهادات العليا وشهادات الشريعة ومنهم المثقفين والمتكلمين وأصحاب اللحى …… ومع هذا لم يتدخل احد لينقذ الموقف ولو بقراءة آية من كتاب الله أو حديث شريف ، فكتفى المؤذن بتشغيل سماعة الراديو لسماع خطبة مبثوثة عليه، وبدء بعض المصلين بالخروج والذهاب إلى مسجد آخر ، وبعد دقائق تجرئ شاب وصعد على المنبر وبعد أن قرأ سورة الإخلاص عاتب المصلين بقول : إن فيكم من هو أجدر مني وأعرف مني وأحفظ مني ، فهذا موقف واختبار بسيط رسبنا فيه فكيف سننجح في مواقف واختبارات أصعب . ثم قال للمؤذن : أقم الصلاة…
نقول ربما يكون الوقوف على المنبر له رهبة ما.. وتحتاج الخطبة إلى دراسة و تحضير ومعرفة ، لكن بموقف مثل هذا وجب على العقلاء التدخل فيه وإنقاذ الموقف واخص بالذكر هؤلاء الذين يتنطحون لكل شيء فتجدهم يسابقون الإمام على إمامة الصلاة في الناس ، وتجدهم يتكلون في الجاهات ويطلبون العرايس ويفندون المهور والسياق ، ويعتبون ويزعلون إذا ما تكلموا هم بالجاهات وقادوها وكانوا على رأسها ، ليس هذا فحسب فهم يتواجدون في كل المحافل والندوات والاجتماعات وورشات العمل وفي الصفوف الأولى ويطلبوا أن يكون لهم نصيب في الكلام والتحدث وإلقاء الكلمات حتى لو كان الموضوع عن سرطان الثدي أو تسمين العجول أو حتى عن طفل الأنابيب ، يعني بعيدا عن اختصاصه ومجال عمله لكن بده يتحدث يعني بده يتحدث ويفرد عضلاته.. ودون تحضير …
(فقد أصبح العالم مكان خطر ، ليس بسبب من يفعلون الشر ، بل بسبب من ينظرون ولا يحركون ساكناً)…فهذه الأيام تتطلب الكثير من الصبر…