سهير جرادات
” #المفتاح _تحت_الدعاسة ” .. عبارة تستخدمها العائلات ، بكتابتها على ورقة لارشاد افرادها الى مكان وجود #مفتاح #المنزل لاضطرارهم مغادرته، مما كان يسهل على #اللصوص دخول المنزل وسرقته بكل بسهولة ، الامر الذي جعل الجهات الأمنية تصدر تحذيرات توعوية بعدم استخدامها من قبل أصحاب القلوب الطيبة لاستغلالها من أصحاب الأسبقيات.
من الواضح أن منطق هذه العبارة راق للصوص الوطن ، وما زالوا يعملون بمبدئها ليومنا هذا .. حيث (يأخذون ) المفتاح من تحت الدعاسة وينهبون ويفسدون ويسرقون، وكل ذلك تحت بند لا حسيب ولارقيب ، ولا يوجد من يحاسبهم ، ويعتمدون فور الانتهاء من نهب الوطن ، بإضافة كلمة ( حط ) المفتاح تحت الدعاسة ويغادرون #الوطن آمنين سالمين ، وبالتأكيد بعد ان يحولوا للملاذات الآمنة والحسابات الخارجية مكتسباتهم وما تم نهبه!
نهب الوطن لا يقتصر على الأموال ، بل ( قد ) يترجم بنهب هويته او تغيرها او تدميرها ، وبخاصة أننا أمام ( جدال ) كبير حول ما تم طرحه من قبل #اللجنة_الملكية لتحديث المنظومة السياسية عن الهوية الوطنية الجامعة ، مما أوجد حالة من ( القلق ) للمسؤول الرافض و المؤيد ، و ( أربكت ) المواطنين الخائفين والقلقين ، مما يثبت أنها عبارة فضفاضة تحمل كثيرا من (اللبس) في ابعادها على الوطن وهويته ، من خلال صهر الهويات الفرعية جميعها بهوية وطنية جامعة .
ان عدم وضوح #الهوية_الوطنية_الجامعة في الاردن وصل الى اعلى المستويات السياسية ، وتم طرحها ومناقشتها من أسماء سياسية بارزة على طاولة الملك في قصره ، بمشاركة سياسيين ومسؤولين سابقين وحاليين ما زالوا على راس عملهم .
وبعد ان طرح وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر الهوية التي يؤمن بها باعتبارها بديلا عن الهويات الفرعية ، و بعد ( استنكاره ) اعتبارها خطوة نحو التوطين أو الوطن البديل ، بدأ (السجال ) بين المؤيدين والمعارضين ، وبالتأكيد غالبية المؤيدين ممن ما زالوا على كراسي المسؤولية ، ومن تركوا الكراسي رفضوها بشدة وبعضهم كما عهدناه يعترض عليها او يؤيدها بحنية …
ليقود حملة ( الاعتراض ) رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة (البلدوزر ) ، الذي (شكك ) بالدوافع السياسية التي تقف خلف الهوية الجامعة ، لانها (قد ) تمس بهوية الاردنيين ومصالحهم .. ويسانده الاديب السياسي الدكتور خالد الكركي الذي كان يقف خلف طرح على الملك عندما كان رئيسا للديوان الملكي فكرة إطلاق شعارات وطنية ( الأردن أولا ) و ( على قدر اهل العزم ) .. في الوقت نفسه خالفهم مسؤول أمني (بارز ) لم يتم الإفصاح إعلاميا عن اسمه بمداخلة في الاتجاه المعاكس للروابدة والكركي ، رافضا من وجة نظر أمنية (التشكيك بمنهجية ونصوص وثيقة مخرجات اللجنة الملكية ) .
وكالمعتاد رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ، قدم رايه ( بتحفظ ) دون ملامسة أي خطوط صدامية مع مخرجات او جهات او عبارات قد تحمل بعدا إقليميا .. فهو سياسي مخضرم ( له وزنه ) ويمتاز ( بمهدانته ) و( طرحه المتوازن ) خاصة في المواضيع ذات البعد القومي ، أو التي تلامس القضية الفلسطينة وتتعلق بالأصول والمنابت .. إلا أن الجميع اتفقوا على( إزالة ) اللبس عن مفهوم الهوية التي طرحتها اللجنة خاصة ملامستها وتداخلها وتقاطعها مع ( المواطنة ) ، من خلال إصدار بيان تطميني لجميع مكونات المجتمع .
بعد كل ما يعانية الأردن ، هل هذا هو الحل السحري لوطن يعاني أزمة الاقتصادية وصلت اوجها في زمن الكورونا ؟! والفساد المتفشي فيه بصورة مقلقة ؟! و القلق الذي تمدد لنا بعد تفشي المرحلة الإبراهيمية بين إسرائيل وبعض دول الخليج ؟! وشعب ( تؤكد اخر الدراسات ) انه فقد الثقة بالحكومات ،ولا توجد ( كيمياء ) بينه وبين اللجنة الملكية ، وفي ظل تدهور مؤسسات الدولة وتراجعها ، هل ما يحتاجة المواطن هوية جامعية ؟! في ظل غياب خطة اقتصادية وحملات لمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين لتعود الثقة مع القواعد الوطنية ؟!
نقول ، لكل من يريد او يقصد ( المس ) بهوية الأردنيين ومصالحهم و تدمير الوطن (حط ) المفتاح تحت الدعاسة ، لينعم أبناء الوطن المخلصون بنفض ما علق على بساطيرهم واحذيتهم من تراب الوطن على تلك الدعاسة ..