من الطرائف الجميلة أيام الحظر الشامل هي قصة الشباب الذين كانوا يجتمعون كل مساء عند احدهم من أجل شرب الاراجيل وعقد السهرات حتى الصباح ، فقد كانوا أربع شباب ومن نفس الحي والحارة ، وفي أحد السهرات نفذ الفحم في بداية السهرة ولم يبقى منه شيء ، مما أجبرهم للاتصال بصديق لهم لكن من حارة أخرى ، وفعلاً ذهب اثنين منهم بالسيارة لإحضار الفحم وبقي اثنين من أجل تجهيز الاراجيل … وفي الطريق ومع أنهم أخذوا الحيطة والحذر من خلال سلك طرق فرعية إلا أن الشرطة أوقفتهم وأرادت حجز السيارة وحجزهم ، فما كان من أحدهم وهو سائق السيارة والذي يعرف بفراسته ونباهته إلا أن قال لهم : بأن صديقه يشكو من ألم حاد في صدره، ومن خوفي عليه حملته بالسيارة وسأتصل بالإسعاف ليلاقينا ويأخذه إلى المستشفى ، فقام رجال الشرطة بالاتصال بالاسعاف وتحديد الموقع ولم تمضي ربع الساعة إلا و باص الإسعاف قد حضر وأخذ الشباب ، وفي الطريق قال الشاب لصديقه السائق : لماذا فعلت هذا ؟ فهمس في أذن صديقه : يا رجل خلينا نمضي ساعة زمن بالطوارئ ولا يحجزوا السيارة ويخذونا على الحبس ..فوافقه صديقه وابتسم مع غمزة عين… وبعد الوصول إلى المستشفى وإجراء الفحوصات اللازمة والصور تبين بوجود تسكير في بعض الشرايين عند الشاب وكتبوا له دخول مستعجل من أجل إجراء عملية قسطرة ( المشكلة بالشباب اللي بالدار بعدهم بنتظروا فيهم يجيبوا فحم ) … وبالفعل تم إجراء عملية القسطرة وتركيب شبكة بسيطة لأحد الشرايين ، وبعد أيام يسيرة خرج من المستشفى بسلام … وتمر الأيام وما زال الشاب في بيته بعد أن أخذ على نفسه عهد بعدم الخروج من البيت حتى الخلاص من أزمة الكورونا وهو يحمل شعار وقول ( عشاني وعشانك خليك بالبيت ) طبعاً ليس خوفاً من الكورونا بل من أن يتكرر مثل هذا المسلسل … ويقول للشباب (أصحابه) : هاي اذا نقص علينا شوية فحم كلفتني عملية قسطرة وتركيب شبكة ، كيف لو نقص علينا معَسّل والله أقل من عملية قلب مفتوح ما بطلع منها…