عمر ضمره
كان الإعلامي في فضائية الجزيرة محمد كريشان يسأل ضيفه: لماذا ” إسرائيل” تفعل ذلك؟! يعني مجازر وتدمير وعنجهية وغطرسة …الخ .
حدا بسأل لماذا البلطجي يمارس دوره بأخذ الأتاوة ” خاوة” من الدول العربية لصالح الغرب الاستعماري!!!
الكيان الصهيوني البعبع صنعته المركزية الاستعمارية الغربية ، من خلال توظيف الدين والمعتقدات ، بهدف فصل المشرق العربي عن مغربه، وليبقى يستنزف خيرات العالم العربي حتى يظل المواطن البريطاني والفرنسي والايطالي والألماني والأمريكي محافظا على حياة الرغد والرفاه ، ويصرف فائض دخله على أدوية التخسيس؛ لأن للسمنة والرفاه تداعيات مرضية خطيرة ، غير عابىء بجوع العربي وحاجته لرعاية صحية متقدمة .
كما تحرص المركزية الاستعمارية الغربية على إبقاء حالة الضعف التعليمي والصحي والاقتصادي، وعدم السماح للعرب بزراعة قمحهم ولا صناعة ما يقيهم برد الشتاء أو حر الصيف ، ولا صناعة جهاز أو إنشاء مصانع الصلب والحديد التي تعتبر أس التصنيع الشامل والتقدم التكنولوجي .
مثلما يحرم الغرب الإستعماري البغيض على العرب مجرد تأسيس بنية تحتية تشمل وسائل نقل متقدمة تحفظ كرامة المواطن العربي ، ناهيك عن عدم السماح للعالم العربي بتخصيص نسبة من الناتج المحلي الإجمالي للبحث العلمي، أسوة بأية دولة حرة مستقلة ، حيث تستعيض جامعاتنا عن إقامة مراكز بحث علمي ، من خلال توظيف المبلغ المخصص للبحث العلمي ، بإقامة مؤتمرات علمية، يستضيفون فيها أساتذة جامعات عربية وأجنبية تتضمن قراءة أوراق علمية لبضعة أيام لا تفيد بأي شيء ، ولا تتضمن أية توصيات فاعلة أو مؤثرة ، وان وجدت هذه التوصيات لا يتم متابعتها .
ان بقاء وديمومة النظام الرأسمالي في أمريكا وأوروبا الاستعمارية مرهون باثارة النزاعات والصراعات والحروب المستمرة في العالم حتى لا يكون هناك أي فائض بالإنتاج بل تبقى الأسواق العالمية تستهلك ما تنتجه الرأسمالية باستمرار .
و تحرص الرأسمالية في العالم العربي، على وجه الخصوص، حتى يبقى في حالة من الغليان وعدم الإستقرار وخلق النزاعات حتى بين الدول العربية نفسها ، ليبقى العالم العربي ضعيفا بالنظر لموقعه الجغرافي المميز ، و لما يحتويه العالم العربي من موارد طاقة ( نفط وغاز ومعادن وفوسفات وبوتاس ورمل زجاجي “يدخل في الصناعات التكنولوجية الحديثة ، سيما الحواسيب وأجهزة الهاتف المحمول”) ،فضلا عن المواقع التاريخية والأثرية والسياحية التي يزخر بها العالم العربي، إضافة الى الذاكرة الجمعية الحاقدة للغرب، والتي تختزن تاريخ الحضارة العربية الإسلامية ، وما راكمته من علوم وتقدم وقوة استفاد منها الغرب في ثورته الصناعية ، وأدخل العالم العربي في قرون من التجهيل لضمان الهيمنة وليضمن دوره الذي تقمصه نتيجة الخنوع العربي ، في السيادة ويقودنا كالعبيد .
هذا هو الوجه الحقيقي للمركزية الغربية التي تنظر لمواطنيها على أنهم متميزون بالذكاء والعلوم والحضارة – التي يثبت يوما اثر يوم إفتقادهم لأي معنى حقيقي للحضارة، إلا اذا اعتبرنا وحشيتهم وفرعنتهم وهيمنتهم هي تجسيد لما يسمونه حضارة .
بينما يظل كرههم وحقدهم على غيرهم من دول العالم الثاني كأوروبا الشرقية ودول شرق آسيا وأمريكا الجنوبية سائدا ليبقى ينظر إليهم على أنهم من نسل عرق متميز( نازية وفاشستية ) وفرنسي وبريطاني وأمريكي يرتدي أجمل
الثياب ،ويرش العطور الفواحة، في محاولة فاشلة لإخفاء روائحهم النتنة كرائحة الخنازير القذرة التي يستلذون بلحومها التي تزيدهم بشاعة وخسة وبيع لشرفهم لأول من يقدم الثمن .
سيبقى هذا هو المشهد السائد ، إلى أن يحدث الله أمرا ، ولن يحدث الله أمرا، دون إرادة عربية حقيقية بأهمية التمرد على الرأسمالية المتوحشة وما يسمى ثقافة العولمة ، التي تجعل من الانسان مجرد سلعة قابلة للبيع والشراء، دون إقامة أي وزن لأية مبادىء أو قيم أخلاقية تجعل من المخلوق البشري إنسانا يشعر بآلام الآخرين ، ويعمل من أجل إشاعة قيم العدالة والمساواة والحرية الحقيقية والتقدم المرهون بالحفاظ على القيم الإنسانية.
الحرية الحقيقية المنشودة لا تكون على شاكلة النمط الغربي ، و السعي لتطبيق نظام الحكم الديمقراطي الذي يعبر عن رأي الأغلبية من الشعب ، بصرف النظر عن مستواهم المادي والمظاهر الخادعة. ديمقراطية لا يتمكن عن طريقها شخص مثل ترامب الفارغ والوقح، أو ماكرون” الولد” الموظف في بنك ،أو العجوز الخرف بايدن من تولي مقاليد الحكم .
نحن لا نصدق ديمقراطية لا توصل للحكم إلا أصحاب المال والأعمال والمهووسون بالقتل والخراب ، وبممارسة الجنس مع الموظفات في البيت الأبيض ، أو المصابون بالزهايمر ، وتستثني المحترمين من المفكرين والمثقفين والمتمرسين بالسياسة من الوصول الى سدة الرئاسة .
أمريكا وأوروبا الاستعمارية نحن نكرهكم لخوائكم الفكري ، وتخبطكم الروحي ، وهوسكم بالقوة والعظمة والتفوق المزعوم . إنكم تفسدون الحياة البشرية.
أما البلطجي”الكيان الصهيوني النازي العنصري المتغطرس “، الذي زرعوه بالمنطقة “، والذي تشرب الكذبة الغربية حتى النخاع وصدقها ، بغباء ، متناسيا ما فعله ” الغرب المتحضر ” بهم ، من نبذ و قتل واحتقار ، حتى من قبل ظهور هتلر النازي ، إذ يكفي أن تقرأ مسرحية ” تاجر البندقية ” للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير لتطلع على الصورة التي رسمها الأوروبي المؤمن بتفوقه العرقي ؛ على الشخصية اليهودية المنبوذة ، مجسدة بشخصية شايلوك اليهودي المرابي الذي لا يقيم وزنا لحياة الناس، والحاقد على عنجهية الأوروبي ومزاعمه المريضة بالتفوق على باقي البشر في أصقاع الأرض قاطبة .