سهير جرادات
في ختام الزيارة الملكية لواشنطن.. لن نتحدث عن مؤشراتها ، ولن نذهب إلى التحليلات لحركات الجسد، وتعبيرات الوجه وطريقة الجلوس، ودلالات وضع اليد على الكتف، ولا للمعاني التي تقف خلف النزهة القصيرة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي وولي العهد في حديقة البيت الأبيض.
كما لن نخوض بالحديث عن أول زيارة لزعيم عربي بعد سنوات عجاف شهدتها #العلاقات #الأردنية #الامريكية – #الإسرائيلية المتوترة ، وما رافقها من تهديد للوصاية الهاشمية على #المقدسات #الإسلامية ، والتي جاءت بعد توقيع الإمارات “اتفاق أبراهام” ، واحداث الشيخ جراح، وإغلاق ملف الأمير حمزة ، ولن نناقش غياب ” البساط الأحمر”، والوقفة المؤيدة للجالية الأردنية التي تزامنت مع وقفة مناهضة أمام البيت الابيض.
ولكن علينا أن لا ننسى عند الحديث عن الدعم الأمريكي ، أن #أمريكا تقف وتساند مصالحها بعيدا عن الوعود والاتفاقيات ، كما حدث مع الراحل الحسين عندما أبلغه السفير الامريكي في عمان “بانتهاء دوره ” لموقفه من حرب الخليج الأولى ، ولجأ حينها إلى بريطانيا وتدخلت المرأة الحديدية تاتشر لدى الرئيس الأمريكي ريغان ،الذي وافق على إعادة الدور للملك شريطة منح الفلسطينيين مزيدا من الحقوق !!..
وبما أننا لن نأخذ المنحى العقلي في التحليل ، ومع استبعاد الجانب العاطفي في التفسير، دعونا نبقى في دائرة الحديث حول الأهم ، ألا وهو ما يحدث في خاصرتنا الشمالية التي تربطنا مع سوريا ، ويسيطر عليها ظاهريا الجيش السوري ، فيما تفرض الفرقة الرابعة الموالية للمليشيات الشيعية الإيرانية سيطرتها الفعلية على الأرض ، ما يشير إلى أن إيران تزحف ببطء نحو الشريط الحدودي بين الأردن والعراق، وهذا مؤشر خطير لعموم دول الخليج ، حيث يعد معبر”جابر- نصيب ” بوابة سوريا للتصدير إلى الخليج العربي ، وعصب التبادل التجاري السوري الأردني ، وبذلك باتت ” خاصرة الأردن الشمالية رخوة “.
ولأن الأردن يتخوف من انتقال الفوضى له من #الحدود #الشمالية ، ارتفعت المطالبات بإبعاد هذه المليشيات التي أخذت تعمل على تهريب المخدرات، ونشر التشيع بين أبناء المنطقة مستغلة الوضع الاقتصادي المتردي هناك، لذلك أغلق الأردن المعبر منذ عام بذريعة الحد من انتشار فيروس كورونا،علما أن جميع المعابر الحدودية مفتوحة سوى (معبر جابر) .
وما نذهب اليه يؤكده لقاء الملك مع رئيس هيئة الأركان الأمريكي والتباحث في مجال الحرب على الإرهاب ضمن نهج شمولي (دون توضيح الآلية )، ودخول الاتفاقية الأمنية الأردنية الامريكية حيز التنفيذ ونقل القواعد العسكرية الأميركية للاردن ، إلى جانب استذكار الرئيس الأمريكي خلال لقائه الملك، للشهيد الطيار معاذ الكساسبة الذي استشهد خلال مشاركات الأردن في رحلات جوية للقضاء على (داعش ) ، وأخيرا تصريح الملك لـ (سي ان ان )”بأن الأردن قلق من أنشطة إيران في المنطقة ، وتعرضنا لهجوم يحمل بصمات إيرانية ” ، إضافة إلى الاتفاق مع سورية لإعادة التشغيل الكامل لمركز حدود جابر المتوقع في غضون الساعات القليلة المقبلة، وقيام مسلحو المعارضة السورية الرافضة للقرار بقطع الاتوستراد الدولي عمان دمشق على بعد ١٠ كيلو مترات من معبر نصيب الحدودي / جابر مع الاردن ، وذلك فور انتهاء الزيارة الملكية!!
وفي الختام، لابد لنا إلا أن نتوقف عند أبيات الشاعر الإيرلندي التي”قصد” الرئيس بايدن قراءتها للملك وولي عهده :”كل شيء تغير.. تغيرتماما.. لقد ولد جمال رهيب .. الكثير من التغيير .. هناك الكثير من الفرص.. ولكن أيضا هناك الكثير من الصعوبة التي سنضطر إلى شق طريقناعبرها”.. هذه الإشارات الأمريكية ركزت على :” التغيير .. الفرص..الصعوبات التي ستدفعنا الى شق الطريق ” .. سندع تحليلها لكم ولتخيلاتكم ..