عثمان جبر خوالدة
يقف المجتمع الدولي متفرجا أمام أعمال وسلوكيات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة مع أنها أعمال مماثلة للدواعش التي ظهرت في المنطقة وسرعان ما خفت إجرامها.
مسموح للصهاينة قتل السلام وقتل العرب والعبث بمقدساتهم الاسلامية والمسيحية ويمنع منعا باتا مقاومتهم من الفلسطينيين، فإن حدث أمر فيه رائحة مقاومة من العرب يهرع الغرب للإدانة والاستنكار، بينما حلال على الاسرائيليين وعلى رأسهم حكومتهم الداعشية التي ما تفتأ أن تتوقف عن القتل والخراب وهدم البيوت والتوسع الاستيطاني حتى وصلت بهم الوقاحة إلى ترسيم حدود داخل دول عربية.
آن الأوان لتشكيل حلف ضد تنظيم داعش الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وبن غفير، وإن لم يكن على مستوى دولي فليكن على مستوى عربي بهدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة والحفاظ على المقدسات والاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وثاني مسجد بني في الإسلام، ويتم ذلك فيما لو وجدت الإرادة والعزيمة والشجاعة.
إن بقي الوضع على ما هو عليه فلربما يصحو العرب على واقع آخر كما حصل بعد قرار التقسيم الذي رفضه العرب وقتذاك وبعد أن تغير كل شيء وافقوا عليه بقرارات عربية جديدة جوبهت بالرفض من قبل إسرائيل تحت مبرر أمر الواقع.
الأردن بقيادة جلالة الملك تقاوم سلميا داعشية إسرائيل ودائما ما تفضح مخططاتها النازية التوسعية، والمطلوب من العرب خصوصا مساندتها وعدم خذلانها، فالأردن الحصن الاخير في استعادة السلام والحقوق لأصحابها والامن والاستقرار للمنطقة والعالم.
فلسطين اليوم هي أشبه بأوكرانيا العرب ولكن هنا خذلان وتآمر وهنالك في كييف اتحاد دولي ضد روسيا لاستعادة الارض الى أصحابها الاوكرانيين وتحقيق العيش الآمن والرغيد لهم فهم بشر من جنس بني آدام يحق لهم ما لا يحق لغيرهم.
وعلى الشعب اليهودي الذي ينظر للأمام أن يتحرك ضد الدواعش من بني جلدتهم فلربما يأتي يوم تتمنون أن تكون حدود إسرائيل إلى ما بعد عام الـ48، فهؤلاء القادة المتطرفين الذين يقودون بلدكم يذهبون بكم وبدولتكم إلى الهاوية، فسارعوا بتغييرهم قبل أن يأتي ذلك اليوم.
اليوم السلاح النووي غير كاف للانتصار والامثلة كثيرة على ذلك من الواقع، فجيش إسرائيل اليوم عاجز عن الدخول في أي معركة برية ويكتفي فقط بالمسيرات والدرونات والضغط على كبسة زر من اللاب توب لتفجير عمارة أو بناية فيها أطفال ونساء، ومثال آخر روسيا النووية فحتى هذه اللحظة جيشها غير قادر بريا على الوصول إلى عمق ومركز كييف، فالمقاومة والدفاع عن الأرض أكثر شراسة وشجاعة، ومعروف أن العزيمة والارادة لدى المقاومين عن أرضهم أقوى في نفوسهم من المحتلين.
والفرصة الأخيرة لدى العالم الذي ينادي بالأمن والاستقرار والحريات والحياة أن يتحرك سريعا قبل أن تنفلت الامور وتخرج عن سياقها، وعليهم أن يعَوا وهم يعُون ذلك أن إسرائيل يقودها اليوم متطرفون يشبهون داعش وتنظيم القاعدة بتصرفاتهم وعنجهيتهم وعنفهم، وإرغامهم على قبول الحل المتمثل فقط بإحياء عملية السلام وحل الدولتين وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.