النائب ماجد الرواشدة
نستغرب وتعترينا الدهشة من اعادة طرح موضوع غريب في زمن اكثر غرابة، لم يعد فيه المواطن العادي يفهم شيئا مما يقال، ولا يجد تفسيرا منطقيا لمثل هذه الطروحات، ففي الوقت الذي يشتد فيه الحصار العسكري والاقتصادي والنفسي على الشعب الفلسطيني المرابط على ارضه والمتمسك بقضيته العادلة في مواجهة ظلم العالم اجمع، وتنكر الصديق لحقوقه والقفز عليها بشكل واضح، في ذات الوقت الحرج يريد بعضهم نقل المعركة السياسية بما تحمله من عبء نفسي واقتصادي على شعب شقيق بقي مساندا وداعما لقضيته اشقائه في فلسطين وتحمل في سبيل هذه القضية ما تنوء عنه الجبال من أعباء مختلفة، وتعرض للكثير من الضغوط والحصار غير المعلن والواضح الاثار، بسبب هذه المواقف التي أصبحت مثار سخط عند بعضهم، وعندما تاتي قناة فضائية عربية الوجه ولكنها غير برئية القلب واللسان، لتعرض طروحات عفا عليها الزمن واسقطت في كثير من المراحل امام وعي الشعب العربي الأردني والشعب العربي الفلسطيني، فكلاهما يدركان خطورة هذه الطروحات التي يكون في العادة، الهدف منها إيجاد مساحة للتنفيس عن الحالة المأزومة لكيان الاحتلال المصطنع على ارض فلسطين العربية، فالاحتلال يعيش حالة من التأزم الداخلي والاحراج الدولي بسبب ما يمارسه من انتهاكات واضحة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واستمرار احتلاله بالقوة العسكرية وبتشجيع من بعض الأطراف العالمية التي تقدم لها الدعم بدون حدود، ليمثل أطول احتلال في التاريخ المعاصر.
كان من الممكن تفهم مثل هكذا طروحات لو جاءت من العدو الصهيوني الذي يبحث باستمرار عن ترحيل ازماته وعن لفت النظر عن جرائمه بافتعال طروحات ينشغل فيها الشارع العربي، لتخلو له الساحة ويستفرد بالشعب الصابر الثابت المرابط امام سمع العالم وبصره، ولا يستغرب منه مثل هذا الطرح القديم المتآكل والذي اسقطته الشعوب بوعيها ولن يمر عليها هكذا طرح سقيم الفكر وقصير النظر، فالحق ثابت وللحق رجاله ولن تمر عليه هذه الهرطقات ولا هذه السفسطات، فهو قادر على ان يلتف على نظامه ودولته، ويحمي مكتسباته جيش عربي مصطفوي تشرب حب الوطن والدفاع عن حريته يؤمن بقيادته وشرعيتها التي قاومت الظلم منذ البدايات ووقفت في خندق امتها في كل معاركها، لكن ان تأتي هذه الطروحات من قناة تنتسب الى العروبة شكلا لا موضوعا، فهذا مثار الدهشة والاستغراب بل العجب أيضا، لهم نقول ولغيرهم: منذ سايكس بيكو ومرورا بوعد بلفور المشؤوم، وهذا الشعب يسقط المؤامرات ويقاوم الطروحات المشبوهة، وسيبقى هذا الوطن مملكة اردنية هاشمية رغم انف المرجفين واقاويل المبطلين والمنافقين والمتزلفين، فنحن لا نستمد شرعيتنا من تصورات ولا من خيالات تبثها فضائيات مردت على الخروج علينا بأفكار اقل ما يقال فيها انها مشبوهة والهدف منها اثارة الرعب بين الناس والخوف وزعزعة الصف الداخلي بما يمكن من اختراقه وتسهيل تنفيذ الأهداف المشبوهة، وصرفهم عن النظر الى قضايا وطنهم وامتهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وساهمت في خلق أزمات في كثير من الدول العربية. لا خوف على الأردن واستقلاله ولقد تجاوز مواقف اشد صعوبة في تاريخه الناصع بفضل وعي الشعب وحكمة القيادة والتفاف الشعب والجيش حول قيادته، ونقول لأولئك المرجفين: عند استقلال الوطن كلنا جند نطلب الشهادة ونحرص عليها كما يطلب اعداؤنا الحياة ويحرصون عليها، ورغم انف المشككين، فطروحاتكم ساقطة لأنها لا تستمد مقومات الحياة لها، فهي ليست موجودة الا في خيالكم المريض، الذي يقدم خدمة مجانية للعدو، ونعدكم انها لن تمر ولن ننخدع بكل ما تقولون فقد عرفنا الهدف من وراءها ونحن مستيقظون ومنتبهون وقابضون على جمر الصبر على تنكر الصديق وظلم العدو.