
علاء القرالة
رد جلالة الملك على أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض حول رأي الأردن بشأن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحمل بين طياته وسطوره الكثير من الحنكة السياسية والذكاء الدبلوماسي، وذلك عندما ربط جلالته الرد على هذا المقترح بالموقف العربي، وكأنه يقول للعالم بأن أي مقترح حول غزة ومستقبلها قرار عربي بالإجماع وليس أردنيا فقط، فماذا تترجم أجوبة الملك؟
في رده على ما يرى حول مقترح الرئيس ترامب حول تهجير أهل غزة وتبرير ترامب هذا المقترح بدواع إنسانية، فاجأ الملك ترامب بقرار أردني باستقبال ٢٠٠٠ طفل مريض من غزة استكمالا للجهود الإنسانية التي قام ويقوم بها الأردن تجاه غزة حتى قبل العدوان عليها، مؤكدا على ضرورة أن يقوم الرئيس الأمريكي الذي تفاجأ بهذه المبادرة بتسهيل نقلهم للأردن وضمان عودتهم.
وأما في مسألة تهجير فلسطينيي الضفة إلى الأردن، فكان الرد الملكي حازما وواضحا ودبلوماسيا ولا يحتاج تفسيرا أو ترجمة ولا يحتمل التأويل أو التشكيك، وخاصة عندما أكد الملك وأمام الجميع بأنه لن يقوم بأي شيء لا يخدم مصالح شعبه ووطنه، في رد ضمني ومسيس يرفض التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المملكة حفاظا على حقوقهم وقدسنا العربية.
حديث جلالته يعني أن الكرة في ملعب العرب جميعا، وأن العرب يتحملون المسؤولية مشتركة بخصوص غزة خاصة وفلسطين عامة، وهذا ما كان لازما أن يكون، فأي قرار بخصوص غزة وفلسطين يجب أن يكون عربيا واضحا لا يحتمل اللبس أو المزاودة، وكأن جلالته يقول للعرب: «يد واحدة لا تصفق أمام كل هذه الغطرسة»، وأن ما يتعلق بفلسطين لن يكون إلا بالاتفاق وبقرار عربي واحد يجب أن ينطلق للعالم من قمة الرياض الطارئة، فيتحمل الجميع المسؤولية عربيا واسلاميا ومسيحيا وقوميا وإنسانيا.
خلاصة القول، وجه الملك رسائل ذات أهمية ودلالة وتحتاج لأيام وأسابيع لترجمتها في معناها الواضح الذي أوله وآخره أن العرب جميعا يتحملون مسؤولية الدفاع عن فلسطين وغزة، والأهم أنه لن يقبل بأي حل على حساب شعبه ووطنه ومهما كلف الثمن، فهل وصلت الرسالة؟.
“الرأي”