اسعد العزوني
أما الجماد في الأردن ومنذ أن خلق الكون ،فما يزال على عهده ولم يتغير مع عتبه الشديد علينا لأننا لم نستغله بكافة أبعاده ،من سهول وجبال وأودية وصحراء جميلة -أبدع العلّامة البروفيسور أحمد ملاعبة في سبر أغوارها،ولذلك لقّبه الألمان قيصر الصحراء لجهوده-إذ نجد جنوبنا الأشم بمثابة لوحة فسيفساء لكن لم تجد من يعتني بها،في حين أن شمالنا الرائع صيفا وشتاء فيه من الخيرات الشيء الكثير،ولا ننسى الوسط الغالي الذي يعد سلة غذاء الأردن ،إن لم يكن سلة غذاء المنطقة لو تم إستغلاله جيدا،إلا أن الزراعة فيه فاشلة والمزارعون مديونون لأسباب لا نعرفها.
البعد الأول في الرسالة موجه لجلالة الملك عبد الله الثاني،ومفادها أن من يتوسدون المناصب لا يتقنون دورهم ولا ينفذون ما يرد في خطاب التكليف السامي ،لعدم إختصاصهم وقلة خبراتهم،ورغبتهم الملحة في الثراء على حساب الوطن والمواطن،ولذلك فإن المطلوب في هذه المرحلة تخفيف حمولة السفينة ،وتغيير قواعد اللعبة عند تشكيل الحكومات أو اختيار الأعيان والنواب،لأن ما نحتاجه اليوم هو القوي الأمين،صاحب الخبرات والحريص على الوطن،ولا أغالي إن قلت أن جلالة الملك وحده والنظام يتحّمل أخطاء الجميع رغم أن أحدا سويا عاقلا لا يختلف عليه،رغم انه زودهم بخارطة الطريق ولكن …..وما يلزمنا في الأردن هو حكومات إختصاص ونواب مشرعون لديهم القدرة على مراقبة أداء الحكومة لا التوسل إليها لتوظيف قريب أو حبيب ،فهذا ليس دورهم بل هي مهمة الحكومة.
البعد الثاني يتعلق بالحكومة ،وأقول لكل من رئيس الحكومة وقبيلة وزرائه ال 32 وزيرا:”داو جرحك لا يتسع”،فنحن لسنا قادرين على تحمل أخطائكم ،ودفع ثمن سوء إداراتكم ،لذلك من لم يجد القدرة في نفسه القيام بالمهام الموكلة إليه ،فبيته وشركته ومصنعه وأهله أولى به ،فنحن بحاجة لمن يحملنا ،إذ لم يعد لدينا القدرة على حمل أحد،فقد بلغت القلوب الحناجر بسبب عدم تنفيذ الحكومات المتعاقبة والبرلمانات المتعاقبة ما يرد في خطاب التكليف السامي،وها الوطن هذه الأيام بين مطرقة المؤامرات وسندان الفقر،رغم وجود أثرياء كثر في الأردن إختاروا تهريب ملايينهم للخارج ،والصرف بالتنقيط من قروض البنوك المحلية.
البعد الثالث يتعلق بالشعب ،فنحن في مرحلة تتطلب الحكمة بدلا من التهور،وعلينا إعتماد الطريقة اليابانية في الإحتجاج والمطالبة بالحقوق،وهي أن يلقي من يتم إختياره بيانه وينصرف مع مجموعته راشدين ،بدون إستفزازات او عنتريات ،تتطلب تدخل الدرك وغيره،فالصوت الهاديء والفكرة المدروسة تصل إلى صانع القرار بسرعة ووضوح ،لإنعدام الطرف الثالث الذي يعمد إلى تخريب الأمور ،فتضيع الحقوق ويلحق الظلم بالأبرياء.
أما ملحق الرسالة فموجه لجواسيس الخارج،الذين نسوا أو تناسوا أننا “أولاد قريّة كل منا يعرف خيّه”،لن أقول لكم عودوا إلى رشدكم،لإستحالة ذلك بعد أن ذقتم التنعم في فنادق الغرب وربما أغدقوا عليهم بالأعطيات ،كي تشتموا بلدكم ،علما لو أنكم تعرضم لمستدمرة إسرائيل الخزرية لإعتبروكم محظورين،،وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت……وأختم بملحق للمستوزرين :إطلعوا منها وهي بخير،لأن صب الزيت على النار ليس ولاء ولا هو انتماء،بل توسل لمنصب فقط…..