اسعد العزوني
أولا نبارك لفخامتكم دولة الرئيس أحمد آبي ،نيل جائزة نوبل للسلام ،ولم لا وأنتم مستحقون لها عن جدارة،وهي تفخر بكم ،ونبدأ من حيث أكرمكم الله جل في علاه في بداية البعثة النبوية ،بأن خلع عليكم لقب “مأمن الإسلام”،عندما أوحى إلى رسوله الكريم محمد”صلى الله عليه وسلم” في بداية دعوته، أن يأمر صحابته القلائل الذين إتبعوه بأن يهاجروا طلبا للأمان إلى الحبشة،وقال لهم “إن فيها ملك عادل”.
دولة الرئيس آبي
إن العدل صفة من صفات الله ،ومع ذلك إتصف بها الملك العادل النجاشي بشهادة نبينا محمد الذي لا ينطق عن الهوى أنه ملك عادل،ولا يظلم عنده أحد،وقد أثبتت الأيام والأحداث ما ورد على لسان رسول الله محمد بخصوص الإمبراطور النجاشي،الذي أثبت أنه عادل فعلا ولا يظلم عنده أحد صاحب حق ،حتى لو كان خصومه بحجم قريش التي ناصبت إبنها محمد العداء ولم تتبعه.
دولة الرئيس آبي
عندما علمت قريش أن صحابة رسول الله وهم “قرمية “الإسلام آنذاك لجأوا إلى الحبشة،أرسلت وفدا محملا بالهدايا إلى الملك العادل النجاشي ،وطلبوا منه تسليمهم أصحاب محمد ليقتادوهم معهم إلى الجزيرة ويقتلونهم هناك في حال لم يرتدوا عن دين محمد.
تعامل الملك العادل النجاش مع وفد قريش المثقل بالهدايا بحنكة الحكيم ،من أجل تحقيق العدالة ،وجمع أصحاب محمد اللاجئين إليه ووفد قريش ،وأجرى بين الطرفين مناظرة دينية علمية ،وسأل كثيرا عن أمور كثيرة تتعلق بالعقيدة ومنها أسئلة حول السيد المسيح وأمه البتول عليهما السلام ،فتلعثم وفد قريش ،الذي ظن أن الملك العادل النجاشي سيرضخ لمطالبهم حبا في هداياهم،بينما أبدع صحابة رسول الله، وأعطوا الملك العادل النجاشي الإجابات الوافية الشافية بناء على علمهم الذي تلقوه على يد نبي الرحمة والهدى محمد”صلى الله عليه وسلم”،وعندها طلب الملك العادل النجاشي من وفد قريش الراشي أن يغادروا بهداياهم التي أحضروها معهم لرشوته ،وقال لهم :لن أسلّم أصحاب محمد.
دولة الرئيس آبي
إنطلاقا مما تقدم فإننا نناشدكم بإسم نبي الهدى والرحمة محمد”صلى الله عليه وسلم”،وبإسم الملك العادل النجاشي ،ونتوجه إليكم حفيدا عادلا وواعيا ومثقفا للملك العادل النجاشي ومتبعا لرسول الهدى والرحمة والعدل الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق ،أن تسهل الأمور بالنسبة لنهر النيل مع أهلنا في مصر التي تحتضن الأقباط أنسباء رسولنا الكريم الذي أوصانا بهم خيرا،وبأهلنا في السودان الذين كانوا إبان عهد السلطان علي دينار يقومون بكسوة الكعبة وتأمين الغذاء للحجيج الذين يحلون ضيوفا على الرحمن الرحيم.
دولة الرئيس آبي
بننا وبين الحبشة “أثيوبيا “عهد كتبه نبينا محمد والملك العادل النجاشي ،فلا يدخلن أحد بيننا ويفسد العلاقة الوطيدة بيننا وبينكم ،فأنتم غخوة لنا وجيران ،ولكم دين علينا بأن عهد الله علّام الأمور إليكم أن تكونوا في بدايات الإسلام الأولى مأمنه ،بإستضافة صحابة رسول الله ،وهذا شرف لم يهبه الله لغيركم ، ولحاجة في نفس يعقوب وربما لمثل هذا اليوم ،وقعت القرعة عليكم لتكونوا أصحاب هذا الفضل ،ونحن كمسلمين وعرب لن ننسى لكم هذا الفضل.
دولة الرئيس
هناك ممن زرعهم الإستعمار البغيض في منطقتنا من لا يعجبه صفاء العلاقة ودوام الأخوة بيننا وبينكم ،ونتمنى عليكم التمسك بإرث الملك العادل ،ونحن بدورنا لن نتخلى عن إرث محمد نبي الهدى ،وستبقى نظرتنا إلى إثيوبيا نظرة الأخ إلى أخيه ،وسيبقى الملك العادل النجاشي الأخ الأكبر لنا وصاحب الفضل الذي إختاره الله لهذه المكرمة الخيرة..ودمتم بخير.