أمل الكردي
رمضان شهر الخير والعطاء وشهر الرحمة والغفران يخترق القلوب بلا مقدمات ،في قلوب المسلمين في أنحاء العالم ويرسم لوحات دينية وفنية ويحتفظ لنا بعاداته وتقاليده وسلوك وأعراف يعرف بها شهر رمضان الكريم .ويحتفي الاردن بهذا الشهر كغيره من المدن العربية والاسلامية في جميع أنحاء العالم .
ولكن للأردن نكهة خاصة فالمظاهر الأحتفالية تتجلى في الشوارع والمحلات التجارية والمنازل وتكون بإضاة الواجهات وزينة الابواب والشبابيك باشكال مختلفة من الالوان الزاهية أضافة الى ديكورات المنازل التي تبدل أغطيةالطاولات والمفارش والاواني بما يتناسب مع مظهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم .أما الفوانيس الرمضانية والهلال المضأة أصبحت ’عرف وخاصة مع الأطفال .
أما وسط العاصمة وبالقرب من المسجد الحسيني والاسواق القديمة سوق البخارية وسوق اليمانية وسوق العطارين وسوق البلابسة وغيرها من الاسواق التي تشهد حركة أقبال كبيرة في رمضان التي تكون مميزة لقربها من المسجد والاحتفاظ بطابعها القديم .
أما في مدن الاردن تبدو الملامح متشابهة أضواء في كل مكان واتجاه، ونكهات وحلويات رمضانية من أصغر بقالة الى كبرى المحلات .وفي المساء تتألق الخيم الرمضانية والمقاهي حيث أصبحت أماكن تحتضن بها الأهل والاصدقاء والتي تمتاز بتقديم النرجيلة والمشروبات الخاصة مثل قمر الدين وعرق السوق والتمر الهندي والحلويات المختلفة وأبرزها “القطايف”ولعب الكوتشينة ، والسهر حتى موعد السحور
وأبرز الملامح موائد الرحمن التي تنظمها وزارة الاوقاف وعدد من الجمعيات الخيرية والمحسنين حيث يجتمع عدد كبير من الصائمين من مختلف الطبقات، ومن الأكلات الشعبية التي لا تخلو من بيوت الأردنيين وأبرزها المقلوبة والمنسف والدجاج المسخن والمفتول والمحاشي وجميع الأصناف المختلفة والأطباق التقليدية والتي ’تعد مشابهة في بلاد الشام .
أما المسحراتي والذي يظهر في أماكن محددة يقوم بشكل تطوعي او دافع ديني شخصي
حيث يحمل كل ليلة طبلته القديمة ويسير فجراً بين الأزقة والحواري ويردد «لا إله إلا الله..اصح يا نايم.. وحد الدايم»، وفي الأيام الأخيرة لرمضان يردد المسحراتي بعض الأهازيج الخاصة بوداع الشهر الكريم.
وفي الأردن تظهر العادات الدينية والاجتماعية الأصيلة أبرزها الشعور مع الفقراء والأيتام وما يتبعه من عادات تصب في صالح الحياة الاجتماعية العامة، من أولوياتها طوال شهر رمضان.أما مدفع رمضان الذي كان يعتبر مظهر من مظاهر الاحتفال بشهر الصيام وما زال موجوداً في بعض الدول فقد اعتمد منذ عهد الأمارة في شرق الاردن كمؤشر لحلول موعد الأفطار وكان المدفع عبارة عن قذيفة من الورق والخرق تدفع بالقليل من البارود عبر فوهة مدفع قديم تدفع بالقليل من البارود فيحدث صوتاً يسمعه كل من في المدينة ،وكان لصوته صدى من السعادة والفرح وكان موقعه في جبل القلعة التاريخية .واليوم بعد أن دخلت المملكة التكنولوجيا وأصبحت الوسائل متعددة لأعلان الوقت عن الافطار والسحور وموعد الآذان
وتلك الملامح الفضيلة، تجعل من رمضان بكافة تفاصيله عيداً يحياه الأردنيون كبقية المسلمون حول العالم، لذلك يبقى فراق الشهر المبارك غصة في قلوب الصائمين لم تكد تمحوها ظروف لولا أن المولى عز وجل أراد للمسلمين نسيانها بعيد خصصه بمسمى عيد الفطر السعيد، فشهررمضان في الأردن سعادة تطال قلوب الأردنيين في الليل كما في النهار.ولكن في هذا العام لم يكن رمضان كالمعتاد فقد أفتقدنا الصلاة في المساجد والخيم الرمضانية والموائد الرحمانية والسهرات العائلية والاصدقاء ولكن يبقى شهر رمضان شهر الخير والعبادة والمودة والرحمة ونتمنى أن يأتي رمضان في العام القادم ونحن بأحسن حال وأن يأتي عيد الفطر السعيد وأردننا خالي من الوباء (كورونا)وأن يكون عيدنا بعيدين إن شاء الله