ينال البرماوي
حماس هي بالفعل عقيدة، فكرة، قضية، مقاومة ونضال، وحق أزلي في فلسطين ولها مشروعيتها التي ترسخت عالميا منذ السابع من تشرين أول الماضي والتفت حولها شعوب الأرض عربها وعجمها لانها بجهادها تعبر عن ضمير الأمة العربية والاسلامية وأحرار العالم المنافحين عن الحقوق والرافضين للاحتلال والقمع والعنصرية والنازية الجديدة.
في المقابل (اسرائيل ) كيان مصطنع محتل عملت على انشائه دول الغرب وبدأت التفكير بذلك حتى قبل وعد بلفور بهدف فرض السيطرة على المنطقة العربية حماية لمصالحها واستمرار سيطرتها على خيراتها ومواردها بأشكال استعمارية جديدة وأهمها النواحي الاقتصادية بما يبقي البلدان العربية رهينة للسياسات الغربية والأمريكية والتحكم حتى في معيشتها.
استطاع الغرب زرع « اسرائيل « في خاصرة المنطقة العربية لعدة أهداف أهمها التخلص من اليهود الذي تعرضوا لعمليات إبادة من قبل عدة دول أوروبية ونفيهم من حين لآخر لسلوكياتهم المشينة منذ عهد الأنبياء وكذلك تعطيل أي محاولات للوحدة العربية وعلى الأقل امكانية تحقيق التكامل الاقتصادي في بعض المجالات.
كما هدف الغرب من وراء تهيئة الظروف لاقامة كيان لليهود في فلسطين ودعمه المتواصل السيطرة بالكامل على مقدرات العرب النفطية والتجارية والاقتصادية بشكل عام وتفادي احتمالات تحكم البلاد العربية بالاقتصاد الأمريكي والغربي وحماية موارد الطاقة الأساسية من أي اهتزازات واستخدامها كسلاح ضد القوى الغربية.
ويبدو المشهد مترابطا من جديد في تقاسم المصالح بين الدول الغربية وسيطرتها على الموارد الطبيعية والاقتصادية في كل من أفريقيا والمنطقة العربية فقد استيقظ العالم متأخرا على حجم الثروات الضخمة التي استولت عليها فرنسا وبلدان أوروبية أخرى من بلدان أفريقية وفي ذات الوقت حجم الدعم غير المسبوق الذي يتلقاه الكيان المحتل في حربه الاجرامية بحق قطاع غزة لانها رأت في ذلك تهديدا لمصالحها بالتوزاي مع عدائها للمسلمين.
في المصحلة صاحب الحق سينتصر مهما كان الثمن والمحتل الى زوال ولعل طوفان الأقصى بداية النهاية للكيان المحتل وانتهاء الهيمنة الغربية على المقدرات الاقتصادية العربية مثلما بدأت مرحلة تطهير أفريقيا من القوى الاستعمارية وطرد فرنسا وغيرها من عدة بلدان بمنطق القوى المشروعة والنضال المبني على الحق وتعرية الاستعمار الذي يفرض نفوذه بأشكال مختلفة.
إن شاء الله تعالى أن يكون انتصار غزة المنتظر وتحرير أفريقيا بداية سقوط القوى الاستعمارية الأمريكية والغربية وتفكك اقتصاداتها بالتزامن مع انهيارها واحدة تلوى الأخرى بعد أن عززت سقوطها الأخلاقي والانساني في دعمها الأعمى للاحتلال الصهيوني وتمردها على القانون الدولي.