منذ وصول كورونا للأردن، وها هي تغادر، وانا اسمع عن زووم وتطبيقات ومنصات الالكترونية. ضاق فضولي وخلقي وانا اسمع عن ندوات ومحاضرات ولقاءات واجتماعات عابرة لعزلة المكان.
وفِي لحظة طامة كاد كل الاردنيين ان يتحولوا لمنظرين عن كورونا وما بعد كورونا.
قبل ايّام تابعت فيديو لنجم ميديا مستواه الأكاديمي «راسب توجيهي «، وآخر حاصل على شهادة دبلوم من جامعة بريطانية منسية يتحدثا عن ما بعد كورونا: اقتصاد وسياسية ومرض، وليس على نطاق اردني بل عالمي وكوني.
تجد حقيقة ثمة استسهال وخفة في الكلام، وإقامة ندوات ولقاءات لغير أهلها للتطرق والحديث في قضايا ومواضيع عامة سواء مقرونة بكورونا او غيرها.
لوجستيا الامر يسير، وبلا تعقيدات. وعامل المكان والتنظيم «أمبريقيا « يسقط ويتبخر، من حجز قاعة وإرسال دعوات وتذاكر سفر وحفل غداء وحجز بوفيه، وإعدادات فنية وهندسية، والحصول على موافقات، وذلك بموجب قانون الاجتماعات العامة.
الازمة ليست بما توفر التكنولوجيا من الممكن وتذلل المستحيل إنما بخبراء كل شيء، وما يسميهم الاردنيون « ابو العريف»، ظاهرة مقيتة في الأردن وبلاد العرب ؛ يفهمون في كل شيء : كورونا واقتصاد وسياسة وصحة وبيئة وحرب وارهاب وقانون دولي، والانحباس الحراري وانقراض دود الارض.
ليس مهما انه يفهم في الموضوع. ولكن الأهم انه يشارك ويتكلم، وصورته تظهر على الشاشة لابس ربطة وبذلة لونها يعمي العينين.
كم ان كورونا فاضحة ! رداءة بالحوار والنقاش وأدوات الحوار ولغة الحوار والنقاش.
وثمة فارق بين النقاش والحوار والثرثرة وتعبئة الوقت وحشو الكلام، وهذا للأسف ما ينقص ذلك الإعلام، الجدية والرصانة والمسؤولية، والتخلص من خبراء أبو «العريف» .