فارس الحباشنة
و اخيرا سيزور الرئيس الامريكي بايدن الشرق الاوسط.
حراك دبلوماسي عربي واقليمي سبق زيارة بايدن الى الاقليم .
كل دولة في الاقليم تحاول البحث عن موطئ قدم قبل زيارة الرئيس الامريكي .
بايدن سوف يقلع من مطار بن غورين الى جدة ، وسيزور مستشفى المقاصد في القدس .
الطاقة وموضوع النفط والغاز وتوابع حرب اوكرانيا ستكون الموضوع الرئيسي للزيارة ، ولمباحثات قمة جدة المقرر مشاركة قادة دول خليجية والاردن ومصر،و العراق .
زيادة الصادرات السعودية للنفط ، وذلك كتعويض عن النفط والغاز الروسي الذي انقطع عن اوروبا والعالم بفعل الحرب الاوكرانية ، والحصار الامريكي والاوروبي المفروض على موسكو .
فهل تستجيب السعودية الى المطلب الامريكي ام لا ؟ الضغط الامريكي سوف ينسحب على كل الدول الصديقة والحليفة لامريكا المصدرة للنفط والغاز .
و زيارة بايدن تأتي متزامنة مع اخبار طيبة راشحة عن مفاوضات النووي الايراني ، واحياء الاتفاق ، والتوصل الى تسوية شاملة شبه نهاية .
العالم يمر باعتى ازمة طاقة ، ودول اوروبا الغربية مهددة بانقطاع الغاز الروسي .
و الملف النووي الايراني تحت احياء مفاوضته على وقع كوابيس ازمة الطاقة الكونية ، ودول اوروبا تخشى ان تصحى على ظلام روسي دامس .
وما بعد مفاوضات النووي الايراني ، واذا ما رفع الحظر على تصدير النفط الايراني فانه سيساعد حتما على تخفيف حدة ازمة الطاقة الكونية .
واشنطن فتحت حوارات مع دول مصدرة للنفط تصنف تحت خانة اعداء امريكا . وفي فنزويلا وصل وفد امريكي للتباحث حول رفع الحصار على النفط الفنزويلي ، ومقابل فتح علاقات اقتصادية وسياسية مع فنزويلا .
في سوق النفط العالمي السعودية وفنزويلا وايران اقوى واكبر 3 دول منتجة ومصدرة للنفط .
ايران وفنزويلا فكا عزلة امريكية ودولية بفعل ازمة الطاقة الكونية ، والبلدان استعادا فرصة ليكونا خارج مربع الحصار والعقوبات الدولية .
في جدول اعمال زيارة بادين اعادة انتاج صيغة للعلاقات العربية / الاسرائلية ، ومفهوم السلام العربي / الاسرائيلي ، والتوسع في اتفاقيات السلام والتطبيع الجديد ، وكما ان الحديث عن حلف شرق اوسطي يضم دولا عربية واسرائيل وتقوده امريكا مازال مطروحا على جدول اعمال الزيارة .
اشباح حرب اوكرانيا تخيم على زيارة بايدن الى الشرق الاوسط، وتسعى واشنطن على فرش ارضية لمحاور واصطفافات اقليمية تبعد دولا عن الحلف الروسي / الصيني .
بناء حلف شرق اوسطي يعني عسكرة الاقليم ، واسرائيل تضغط كثيرا باتجاه ولادة الحلف ، ولربما ان واشنطن غير مكترثة كثيرا في موضوع الحلف بقدر ما يهمها اليوم ازمة الطاقة والنفط ، وحرب اوكرانيا .
فكرة الحلف لحد ما هجينة وغير مفهومة في مقابل التسوية الممكنة مع ايران . ولا اظن ان امريكا معنية باي حرب في الشرق الاوسط ، والعالم اليوم لا يتحمل اكثر من حرب اوكرانيا وتوابعها ،وصراعها الاستراتيجي المزدوج مع روسيا والصين .
و اسرائيل اشد الالحاحا على فكرة الحلف ، ولربما لن يتحقق قيامه الان ، ولكن اسرائيل تحاول الحفاظ والدفاع والترويج لفكرة الحلف في حد ذاتها ، وكما لو انها طبيعية ومشروعة ويحتاجها الاقليم .
ما بين جدول اعمال زيارة بايدن غابت القضية الفلسطينية ، وكل الاولويات السياسية والاقتصادية الدولية والاقليمية المتجاذبة والمتصادمة تحاصر القضية الفلسطينية ، والرسالة يبدو انها واضحة بالنسبة الى العلاقة الامريكية / الاسرائيلية السخاء الامريكي المتفاقم في دعم اسرائيل ماليا وعسكريا ، وقد وصل في عهد الرئيس بايدن ل4 مليار دولار سنويا .
و بقوة الواقع والتاريخ اي قفز عن القضية الفلسطينية فان نتائجه ستكون وخيمة ، ومهما تنوعت العناوين وتشكلت فان القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها .. نعم ، الراهن العربي اضعف من فرض اجندته على الحوار مع واشنطن وغيرها ، ولكن هناك قوى عربية واقليمية قوية ومو?ثرة ، ومن الصعب البت في ازمات الاقليم بعيدا عن حساباتها ، وهي ما قد يراهن عليها في موازين القوة والحسابات الاستراتيجية العمقية .