زيد اللوزي
والشيخ سعود كسر حصار الأردن
لأن المرحلة الحالية تتطلب بناء صلدا قويا قادرا على مواجهة نوايا “الأخوة الأعداء”،وتضمن إنطلاق العلاقات الأردنية –القطرية فوق الأخوية ،لتواكب تحديات المرحلة ،وتطلعات القيادتين الواعيتين لمخاطر نوايا “الأخوة الأعداء”،إتخذت القيادتان في الأردن وقطر قرارا مشتركا يصب في قناة واحدة ،وهي الصمود والتصدي الحقيقين لخطط “الأخوة الأعداء” تجاه الأردن وقطر وتجاه فلسطين قبل كل شيء.
جاءت إنطلاقة العلاقات فوق الأخوية بين الأردن وقطر في هذه المرحلة ،ردا ممنهجا ومدروسا على مواقف دول الحصار الرامية لتصفية القضية الفلسطينية أولا ،وشطب الأردن وقطر على حد سواء في المرحلة الثانية ،لكن الله خيّب ظنونهم ،فلا صفقة القرن نجحت ،ولا هم تمكنوا من السيطرة على الأردن وقطر رغم مئات المليارات من الدولارات ،التي نقدوها للمقاول ترمب كي يسهّل لهم جرائمهم ويكون ضامنا لهم وكفيلا.
لم يأت تعيين أمين عام وزارة الخارجية السيد زيد اللوزي سفيرا للأردن في دولة قطر هكذا ،شأنه شأن تعيين أي سفير آخر في أي دولة ،بل جاء قرار جلالة الملك عبد الله بن الحسين مدروسا ويواكب تطلعات جلالته ،إذ قال تعالى في كتابه العزيز”إن إستأجرت فإستأجر القوي الأمين” صدق الله العظيم،وكذلك فإن الأمر ينطبق على قرار سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بتعيينه للشيخ سعود بن ناصر آل ثاي سفيرا لدولة قطر في الأردن.
يتمتع السفير اللوزي بكفاءة عالية وقدرة على تحقيق الهدف وهو علاقات أردنية –قطرية فوق الأخوية ،تسمو بعلاقات البلدين فوق الشقيقين اللذين يواجهان عدوا متصهينا خطيرا ،من أبرز صفاته الغباء والجهل وسهولة الإرتماء في أحضان الأمة ،مقابل الموافقة على تنصيبه ملكا.
كان القرار القطري متساوقا مع القرار الأردني ،وتم إختيار قامة قطرية صانعة قرار ،سفيرا لدولة قطر وهو الشيخ سعود بن ناصر آل الثاني ،الذي يعمل كالدينامو لتنفيذ توجيهات سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني ،المتطابقة مع توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،وقد أنجز في يوم واحد ما يعجز عنه “الندّ”في عشر سنوات،وكان سلاحه العمل الدؤوب والرغبة الصادقة في نقل العلاقات الأردنية –القطرية إلى مرحلة السمو،وقد نجح في ذلك .
خطوة إستباقية محسوبة بدقة قامت بها القيادتان الواعيتان لمخاطر المرحلة التي يقودها الصبيان،من أجل مواجهة الرياح العاتية العدوة ،وجاء تعيين الدبلوماسيين الماهرين الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني سفيرا لدولة قطر في الأردن ،والعريس زيد اللوزي سفيرا للأردن في دولة قطر،إيذانا بمرحلة الصمود والتصدي الحقيقيين في وجه الأخوة الأعداء،وها نحن في الأردن وقطر نحصد ما زرعت القيادتان ،والحصيلة بلا أدنى شك تصب في مصلحة الشعبين فوق الشقيقين، وتتضمن تفاهمات وإتفاقيات أمنية وعسكرية ورياضية وسياسية وإقتصادية،أسست لعلاقات جديدة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها فوق الصلدة.
إنطلقت العلاقات فوق الأخوية كما أسلفنا بين الأردن وقطر ،من رغبة ملحة في الإنتقال من مرحلية التبعية ل”الأخ الأكبر-العدو”إلى المبادرة والتمرد عليه لإيقافه عند حده ،وكبح جماح أذاه الذي طال أقدس المقدسات،وإنتهك حتى المحرمات ،ولو لم نتعرض لتلك الهزة في العلاقات ،ونكتشف العدو من الأخ،لما وصلنا إلى هذه الصيغة من العلاقات فوق الأخوية،التي إنطلقت من الأخوة أولا قبل المصالح المشتركة.
إعتدنا في العالم العربي على توقيع الإتفاقيات الثنائية ،وأن نصفق لحظة إلتقاط الكاميرا لصور التوقيع والمصافحة الكاذبة،لنفاجأ ربما في اليوم التالي بأن الجيش يتحرك ناحية الحدود لتهديد الطرف الآخر الذي وقعت معه بالأمس إتفاقيات تعاون،لكننا في الحالة الأردنية –القطرية نشهد لحظات التنفيذ بأشد وهجا من أضواء الكاميرات ،فها هي دولة قطر تنقذ الإقتصاد الأردني وتفتح أبوابها للعمالة الأردنية الماهرة ،في حين أن الأردن قدم ما عليه هو الآخر دون تحميل جمايل كما يفعل الآخرون.
نعود إلى العريس السفير زيد اللوزي الذي أصاب دول الحصار بالشلل الرباعي ،بعد تصريحه الناري عقب لقائه رئيس وزراء قطر/وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني ،قال فيه ان العلاقات بين الأردن وقطر “أخوية ومتجذرة”،وتعهد بالعمل على تطويرها لصالح الشعبين الشقيقين والوصول بها إلى آفاق أرحب وتعاون أشمل في شتى المجالات ،تنفيذا لتوجيهات القايدتين في البلدين.
أما سفير دولة قطر في الأردن الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني ،فقد أثار الرعب في قلب أحد سفراء دول الحصار الرئيسيين حتى قبل أن يصل إلى عمّان،وأعلن أنه سيغادر الأردن في حال عيّنت الدوحة سفيرا من العائلة الحاكمة .
بقي القول أن العلاقات القوية تتطلب أولا قرارات عليا ،ومن ثم سفراء لتعهدها كي تنمو وتزدهر ،وها هما سعادة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني والسفير زيد اللوزي ،يضطلعان بالمهمة على أكمل وجه ،لصدقهما في الولاء والإنتماء ،وقدرتهما على العمل الدؤوب وترجمة رغبات القيادتين إلى عمل مثمر على الأرض .