أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : لقد قال الرسول ﷺ: في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ، والفِردوسُ أعلاها درجةً، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعَةِ، ومِن فوقِها يكونُ العرشُ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ فاسأَلوه الفِردوسَ. لما تقدم فإن عباد الله يرتقون في الجنة الدرجة التي يستحقونها من درجات الجنة وفق ميزان أعمالهم الحساس والدقيق جدا للغاية فمنهم من يجلس في الدرجة الأولى ومنهم من يجلس في ألدرجة الثانية … إلخ ومنهم من يجلس في الفردوس وهي أعلى درجات الجنة. وإعتمادا على ما تم توضيحه عن درجات الجنة فنفهم من تدبرنا لقوله تعالى (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (الحديد: 21)). نفهم من هذه الآية ان على المؤمنين بالله ورسله ان يتسابقوا فيما بينهم بمقدار ووزن هذا الإيمان بالله ورسله واعمال الخير حتى يتسابقوا فيما بينهم للحصول على درجات الجنة الأعلى. ولكن عندما يقول تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران: 133)). نفهم من هذه الآية انه قد تم حجز بأمر الله قد حجز للمتقين (والتقوى هي من أعلى درجات الإيمان) مقاعدهم في نفس الدرجة العليا من الجنة وربما كتبت اسماءهم على مقاعدهم بالنور وما عليهم فقط إلا أن يسرعوا ويجلس كل واحد منهم ذكرا كان ام انثى في مقعده. بدون تشبيه، عندما يدعى كبار الشخصيات إلى حفل معين، يحجز لهم مقاعد في الصف الأول من القاعة واسماءهم أو مناصبهم مكتوبة على أوراق على المقاعد. اللهم إجعلنا نفوز بمقاعد مع اهل الفردوس في الفردوس الأعلى في الجنة.