أحمد سلامة
ارأيت… !!! حين تسحل الشمس ذاتها على عتبات باب الموجب عند الصبح.. تصير حجارة الموجب بلون الذهب فخطوط الشمس تصير حجارة في بلادنا وحجارتنا تصير الشمس..
هذا درس املته بلاد الشام على غزاتها
الكرك.. ابن الفارس الكركي هو من (بعط) ارناط وقطع عنقه واعان صلاح الدين للثأر!!
ارأيت.. لحظة الاشتهاء حين تقطف حبة تين باهية (مستوية) في مغاريب (الكورة) و(تفغمها) بلذة المالك للبستان!؟ ثمة عسل واستيلاء وسيطرة مطلقة…
ارأيت.. حين تقول السلط كلمتها وترسل العنب (بالسحاحير) لمصافي القلب في كنيسة المهد.. فيصير زبيبا ويصير نبيذا بلون دم المسيح…
ارأيت.. حين تزحف نابلس بجموعها وعيون صباياها الفاتنة وتمشي صوب القدس وتنادي لست في الحصار وحدك!؟ وتهتف نسوتها من قمة الطور وعيبال لـ عيناك يا فلسطين، ويعود النداء دما ويعود من المحتل ندما!!
ارأيت.. جبال الريح في حيفا وفي عكا، وذكرى الذابح والمذبوح في الطنطورة وفي كفر قاسم ودير ياسين وقلقيلية وفي قبية ونحالين والسموع!!
الدم يعود يا غزة موسيقى وشبابة الرعاة، على سواحلك الشهيدة
ارأيت.. وتقول لي لا ارى ولا اسمع إلا التصريحات المجنونة من تحت صليب معكوف ظاهره الحرية واصله اندماج عقيدتين في واحدة صنعت الغل والحقد والضغائن بين اتباع الله النبلاء!!
ارأيت .. ثم رأيت.. ثم رأيت
إنها العودة يا غزة إنها بدء رحلة الاياب يا فلسطين
اليوم بعد ان رأيت بقلبي ومشاهد داعبت روحي فاحيتها من جديد بعد كل هذا الحزن.. مشهد الحج المقدس الى شمال غزة حيث هناك الانبياء والاولياء والصالحين.. هناك بانتظارهم كان عيسى ومحمد عليهما السلام هناك كان الكرد وزعيمهم صلاح الدين والترك ومماليكهم بزعيمهم قطز وايبك وقلاوون
كانوا في خدمة الامة ولم يرغبوا ضم اجزاءها !!
اليوم.. قررت ان اتخلى عن كامل عقلي واكتب بروحي.. بروحي وحروفي دموع فرحي!!
ايها الناس، قبل الاحتلال وبعده، قبل النكبة وبعدها، قبل اكتوبر والسابع منه، والسادس منه حين كان اكتوبر سوريا ومصريا وعراقيا واردنيا
قبل ذبح الاطفال كل اطفال غزة ذبحوا ثم بعثوا ثم مشوا ثم عادوا الى الشمال
اكتب، لكل رأس حمل حصيرة وعاد بها الى شمال غزة فهذا هو الرأس المرفوع
ها قد عدنا يا نتنياهو، ها قد عاد عرب الجنوب الى الشمال، وهل المهاجر يعود..! لا عودة للمهاجر الا في فلسطين فلها هي وحدها قانونها الخاص بكفاحها…
اليوم.. حين رأيت جموع الحجاج الى بيت الكفاح الفلسطيني يتقاطرون بعشرات بل بمئات الآلاف من اخر الجنوب الى اخر الشمال احسست ان هاتفا يهتف بي هي المرة الاولى التي عاد فيها اللاجؤن.. هي المرة الاولى التي يرد العرب الصاع صاعين للجنرال اللنبي المتغطرس الذي خان العيش والدم ووهب دمشق للغاصب الفرنسي
اللنبي، حين دخل القدس لحظة انتقالها من يد الترك الى يد الانجليز صرخ هاتفا ها قد عدنا!! وخويه الفرنسي الظالم غورو كان اكثر منه لؤما وحقدا حين لكز القبر الوهاج لصلاح الدين في الاموي وصرخ متحديا ها قد عدنا يا صلاح
اليوم نهتف ولسنا محتلين لبلد الغير ولم ندخل الى بلاد الغير.. اليوم جثث الضحايا النبلاء في غزة هتفت ها قد عدنا للشمال حيث احرقت الارض وسويت المساكن بها وجثامين فلذات الاكباد هي من عبدت طريق العودة
اليوم غزة عادت الى غزة والشمال غنى للاياب
الله اكبر
الله اكبر
وهل بعد استرجاع الشمال الى الجنوب تصلح الاغاني والادعية والحجب وهل يبقى لأزيز الطائرات المغيرة معنى وهل يبقى قيمة لكلام طار على متن طائرة طيران الدخان في سماء صافية
غزة قالت كلمتها وردت على سادة البشرية المزعومين الملفقين المنافقين الذين يتحدثون عن الحرية في العلن ويبقرون بطون الحوامل في غزة شأنهم دائما
لا قيمة لاي كلمة تقال رافضة معنى التهجير او التوطين فالموسم.. موسم الغلال والخصب رغم الجدب موسم زحف غزة واسترجاعها للشمال
موتوا بحسرتكم.. موتوا بقهركم.. غزة تنبعث من جديد
ما لي وهويتها، بلحية ام بدون، مسلمة ام عربية، مسيحية ام علمانية، المهم ان ركامها عاد وطنا لاهله ومقبرة للغزاة..
قالوا قديما في الشعر ولم يصدق احدا الشاعر:
غدا سنعود والاجيال تصغي
الى وقع الخطى عند الاياب
بيت القصيد هذا رفعته غزة اليوم دما ثم دما ثم دم
ووقع خطى اهل غزة قد اصغى لها الحاقدون من امثال سفهاء يهود غزة، قبل ان يفرحنا نحن المؤمنون بعروبة غزة!!
قررت حين استرجعت شمالها زاحفة قاصفة عنيدة ضارية ان عرب المشرق من جيوبهم تشرق الشمس على البشرية كلها، نحن من يصنع الشمس ويتحكم في اشراقها..
ساسجل اليوم بانني قد عشت بعد رأيت اللاجيء يعود بارادته ويقهر المحتل لاول مرة
شكرا للدم الذي جعل من الاياب عرسا للعرب ويوما للطرب
قالها الشهيد الابي صدام حسين ذات وميض عراقي يخطف القلوب (وليخسأ الخاسؤون)
بشراك ابا عدي رجع اهل غزة لركام منازلهم
وخسأ الخاسؤون