أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
(لماذا لا يستجيب الله دعاء ائمة المسلمين منذ سنين طويلة؟!).
إستمرارا للحوار مع الله رقم-6، منذ أن اذل الله المسلمين والعرب قادة وشعوبا لقادة الغرب وشعوبهم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية. ويحاول البعض من الدعاة سواء كانوا من عرب ومسلمين ومن مختلف الجنسيات في المساجد وغيرها من مواسم الحج والعمرة والمحاضرات العامة وفي صلوات الجمعة في المساجد ان يدعون لعزة الإسلام والمسلمين وقادتهم. إلا أن الله لا ولم ولن يستجيب لهم كما نشاهد من أحداث تدور من حولنا بل إزدادوا في الضلال والإبتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة وإتباع وتنفيذ خطط أعداء الله والإسلام والمسلمين. فلماذا ياربي عامل أذن من طين وأذن من عجين (إستقيت هذا المثل من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: لا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، و يده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذني لأعذته. فمن كان الحق يا بني آدم سمعه و بصره ولكن من عجين فلا ولم ولن تستجب ادعيتهم؟!. جلست مع نفسي أحدث الله عن طريق القرآن الكريم، وأقول لربي: ألا يكفي ذلة ومهانة وحياة ضنكى وتقتيل وذبح وتهجير وتشريد لعبادك المسلمين في جميع بقاع الأرض؟. وكأنك يا ربي فعلت بهم كما فعلت باليهود (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). ولكن بطرق أبشع، لأن المسلمين مشردين في جميع بقاع الأرض.
ولم تعدهم بالإجتماع على يد واحده والنصر إلا لبعضهم وفي آخر الحياة الدنيا (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب: 23)). وقال رسول الله صلى عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء (شدة، ضيق، مصيبة)، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس. ولكن يا ربي اريد جواب صريح عن عدم إجابتك لأدعية معظم المسلمين؟ فقال لي الله ألم تقرأ يا عبدي بلال الآيات التالية كعينة، واولها (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186))، فهل عبادي المسلمين مستجيين لأوامري ومنتهين بنواهي ومؤمنين بي حق الإيمان حتى يصبحوا من الراشدين واستجيب دعاءهم؟ فاجبت دون تردد: لا، لا، لا يا ربي. وقال لي ثانيا إقرأ هذه الآية (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت:41))، ألم يتخذوا الغرب أولياء لهم من دوني؟ فأجبت: نعم، البعض إتخذ الإتحاد السوفياتي (حاليا جمهورية روسيا الإتحادية) والبعض إتخذ بريطانيا وأمريكا… وفي وقتنا الحاضر إسرائيل. فقال لي إذهب يا عبدي بلال وتدبر آياتي في القرآن الكريم وستجد العجب العجاب من عدم إستجابة وعدم إيمان المسلمين والعرب بي وأنهم ليسوا من الراشدين فكيف تريد من ربك الإستجابة لأدعيتهم؟! ألا يكفي انني اسقيهم وأطعمهم أسوة بالدواب؟ فخجلت من ربي كثيرا وطلبت من ربي ان يعطيهم فرصة أخرى من باب قوله (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَٰفِرِينَ حَصِيرًا (الإسراء: 8))، وأن يسمح لي بحوارات أخرى لعل الله أن يلبي طلبي