فارس الحباشنة
أستعمت لتسجيل طبيب أردني يتحدث عن منح لشهادة البورد في اختصاص جراحة القلب لطبيب بطريقة غير قانونية ومخالفة للوائح والتعلميات المعمول بها.
صراحة، وانا اجل وأحترم كبار الاطباء المتقاعدين ولكن سؤالي، لماذا يقحم طبيب مختص وقامة في الوسط الطبي نفسه في طرح هكذا سجالات تثير الرأي العام وتجييش وتثير بلبلة على سمعة القطاع الطبي الأردني.
الحالة التي يتحدث عنها الطيبب واحدة، ولا ترقي في كل الاحوال لاثارتها على مستوى الرأي العام لتكون عنوانا اثارة يزاحم الجدل العام حول القطاع الطبي وجاء الرد من الدكتور محمد العبداللات أمين عام المجلس الطبي الاردني واضحا وجليا، واكد انه تداوله حول طبيب القلب في التسجيل الصوتي لم يسجل في سجلات البورد الاردني، وانه صدر كتاب من الامين السابق في حينه بطريقة غير اصولية، وقد اوقف لاحقاً من قبل ذات الامين، وقد قام بتشكيل لجنة تحقيق في هذا الموضوع.
صدقوني ليس من مصلحة أحد أن نشكك في المؤسسة الطبية الاردنية، وليس من مصلحة احد ان نشكك في القطاع الطبي، ونذم ونحتقر، ونستخف، وننظر بسوداوية وضبابية، عين عوراء لمؤسسات الدولة وسلامة نهجها والسياسة العامة.
شخصيا، توقفت عند التسجيل الصوتي، لانه صادر عن طبيب مخضرم. ومن الواجب تنبيه أي سارد وناقل لرواية ضرورة التحقق من تفاصيلها وما وراء التفاصيل، وما هو مخفي وغائب عن ابصاره.
أحسست، وانا اسمع لتسجيل الطبيب أن القطاع الطبي الاردني منهار، وان الطبيب الاردني لا يوثق به، وانه فاقد للمهنية والاهلية، والمسؤولية، واننا نعيش في مجزرة طبية دون مرجعية ومظلة رقابية.
وتذكرت وانا أسمع للتسجيل أطباء أردنيون ماهرون غزو العالم، واسسوا القطاع الطبي في الجوار العربي القريب والبعيد وتذكرت عباقرة في الطب الاردني، في علوم جراحة القلب والدماغ والاعصاب والشرايين، والسكري وتذكرت العملاق كامل العجلوني المرجعية الطبية العربية والاممية في علوم أمراض السكري والدم، وقد أصدر قبل أيام كتابا هاما يؤرخ لتاريخ الطب في الاردن وفلسطين.
لن اتوسع في ذكر أسماء من اطباء اردنيين في قطاع الطبي الحكومي والخاص، واطباء عملاقة مخضرمين من متقاعدي الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة، واطباء مستشفيات وكليات الطب في الجامعات الحكومية.
ليست من وظيفة وواجب هذا الطبيب ولا ذاك أن ينشر هكذا اخبار عن القطاع الطبي. فما المقصود من استهداف سمعة الطبيب الاردني، اغلاق المستشفيات والعيادات، ونرجع نتعالج «طبابة عربية «، ونبحث عن عجائز، وندور على عطارين ودجالين، ونشتري وصفات حجب وشعوذة، ونسافر الى دول مجاورة واجنبية بحثا عن العلاج.
كورونا هلكت القطاع الطبي اولا، وهلكت البلاد والعباد واظن انه من الضروري الترويج لخطاب استعادة الثقة والمعنوية، والترويج لخطاب ترميمي للتهدئة والاصلاح والتعافي التدريجي لمخلفات كورونا وتوابعها السيئة على الدولة والمجتمع والافراد والمؤسسات.
تقزيم مؤسسات الوطن والدولة واتهامها ليس خطابا معارضا تقويميا اتابع اخبار العالم لم اسمع لطبيب ومسؤول سابق استخف وقزم واستصغر مؤسسات بلاده. نعم، قد ينتقد السياسة العامة ويهاجم وزير ومسؤول على رأس عمله، ويهاجم أيضا رئيس حكومة ورئيس جمهورية ولكن الدولة ومؤسساتها مصانة ومحروسة في عيون الوطنيين الاوفياء.
صراحة، لم يعجبني التسجيل الصوتي، واتمنى لو ان متقاعدي مؤسسات الحكومة احترام الاعراف والتقاليد، وان يصونوا العشرة والعيش والملح وبكل ما يجري في بلادنا وما نسمع من كلام تشكيك وعدم ثقة وكلام اصفر واسود، فانا لا الوم الناس العاديين عندما يفقدوا الثقة بكل ما هو رسمي.
ثمة فارق كبير بين المعارضة الوطنية والنقد السياسي القويم، وخطاب التشكيك والتقزيم للدولة ومؤسساتها وانجازها وكما يبدو نحتاج كثير وكثير من السياسة الترميمية لكي نتخلص من الامراض والتشوهات، ولكي نحمي الاردن وطنا ودولة ومؤسسات، ومشروعا.
صدقوني كنت قبل اعوام في تركيا، وحدثني مهندس تركي بانه اجرى عملية جراحة دماغية في مستشفى اردني، وانه قرر ذلك بعدما تتبع سيرة طبيب اردني، ونصحه اطباء عالميون في جراحة الدماغ بان يجري العملية في الاردن وعلى ايدي ذلك الطبيب الماهر والمحترف.
وهناك مرضى من ارجاء العالم يؤمون الاردن للعلاج والتدواي على ايدي اطباء وجراحين اردنيين اعتذر عن ذكر الاسماء لتجنب عدم الاحراج، ولكي لا اقع في فخ النسيان، ولان قائمة الاطباء الاردنيين المهرة والمتميزين طويلة، وتعج باسماء لاطباء عملاقة ومهرة ومخضرمين ومحترفين في علوم الطب وعلى اختلاف اختصاصاتها.