اللواء الركن المتقاعد محمد سليمان بني ياسين
سوريا واستراتيجيات المواجهة
بقلم اللواء الركن المتقاعد محمد سليمان بني ياسين
لا يزال الصمت عربيا وسوريا يثير كثير من التساؤلات حول سبل مواجهة التحديات والتهديدات الاسرائيلية ولا يزال المراقبون والمحللون السياسيون يستهجنون الموقف التركي الذي يقف على الحياد من التصعيد الاسرائيلي ولم نسمع الا تصريحات خجولة حول ذلك اما على المستوى العالمي يدهشنا هذا السكون تجاه دخول القوات الاسرائلية الاراضي السورية واعادة التموضع فيه
نعم تشهد الساحة السورية في الأشهر الأخيرةتصعيدًا إسرائيليًا متزايدًا واحداث معقدة داخليا وخارجيا . واعادة اسرائيل من تكرار سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية، ومخازن أسلحة، وبنية تحتية للقوات المسلحة السورية وحلفائها.
هذا التصعيد يأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية، من بينها توترات الشرق الأوسط، والتطورات في أوكرانيا، والمفاوضات النووية الإيرانية، مما يجعل سوريا ساحة مناسبه لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية.
أولًا: تداعيات التصعيد الإسرائيلي على المشهد السوري
1. عسكريًا
• إضعاف منظومة الدفاع الجوي السوري عبر استهداف الرادارات وأنظمة الصواريخ.
• تقويض قدرات الجيش السوري وحلفائه في تعزيز الجبهة الجنوبية، وعرقلة عمليات إعادة التسلح والتجهيز العسكري.
• زيادة احتمالات نشوب مواجهة إقليمية في حال الرد السوري على الضربات.
2. سياسيًا
• إحراج الحكومة السورية أمام حلفائها وشعبها، خاصة مع عدم وجود رد عسكري حاسم على هذه الهجمات.
• منح تل أبيب هامشًا أوسع للتحرك عسكريًا دون مواجهة ردع حقيقي.
• استغلال التصعيد لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في المنطقه .
3. اقتصاديًا وإنسانيًا
• تزايد الضغوط على الاقتصاد السوري نتيجة استهداف منشآت حيوية.
• تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني.
ثانيًا: الخيارات المتاحة لدمشق سياسيًا وعسكريًا
1. الخيار السياسي والدبلوماسي
• تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية:
٠ تنشيط التعاون مع حلفاء سوريا اقليميا ودوليا للضغط على إسرائيل سياسيًا ومنع استمرار الاعتداءات.
• اللجوء إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية:
٠ تقديم شكاوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن لإحراجها دوليًا ( رغم محدودية الفعالية بسبب الفيتو الأمريكي) .
٠ فتح قنوات دبلوماسية مع بعض الدول العربية لمساعدتها في التاثير على اسرائيل ( ان امكن ) بعدم القيام باي عمل عسكري ضد سوريا .
2. الخيار العسكري
• تحسين منظومة الدفاع الجوي:
التركيز على تعزيز القدرات الدفاعية الجوية عبر تحديث أنظمة الرادارات والصواريخ، وربما التعاقد على منظومات دفاعية أكثر تطورًا .
• إتباع استراتيجية “الردع المرن”:
• تحصين الجبهة الداخلية:
رفع الجاهزية العسكرية والتنسيق الاستخباراتي الداخلي لمنع الاختراقات، خاصة في الجنوب السوري القريب من الجولان.
ثالثًا: التوصيات الاستراتيجية لمواجهة التصعيد
1. تعزيز التكامل بين الأدوات السياسية والعسكرية
يجب أن تكون أي استراتيجية سورية متعددة الأبعاد، بحيث يتم استثمار التحركات الدبلوماسية لإضعاف الموقف الإسرائيلي، بالتزامن مع تطوير الردع العسكري لمنع استمرار الضربات دون تكلفة على إسرائيل.
٠2 استغلال الانقسامات الدولية
الاستفادة من التوترات بين روسيا والغرب لجعل التصعيد الإسرائيلي نقطة ضغط إضافية على إسرائيل وحلفائها، خاصة في ظل انشغال أمريكا وأوروبا بأزمات أخرى .
3• اذا استمر التصعيد، ( لا بد من دراسه عسكريه متانيه ترفع للقياده السياسيه ) بحيث تتبنى سوريا تكتيكات استنزاف اهداف اسرائيليه ، مثل استهداف مصالح إسرائيلية غير مباشرة، لفرض تكلفة أكبر على تل أبيب دون الدخول في مواجهة مباشرة.
الخلاصه
التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا ليس مجرد عمليات عسكرية معزولة، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإضعاف النفوذ الإيراني والحد من قدرات الجيش السوري. في ظل هذا الواقع، فإن الاستراتيجية الأمثل لدمشق تتمثل في الجمع بين التحركات السياسية الذكية والردع العسكري المدروس، بحيث يتم تقليل الأضرار ورفع تكلفة أي هجوم إسرائيلي مستقبلي
اللواء الركن المتقاعد
محمد سليمان بني ياسين