أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
لقد تعودنا على سماع هذا الخبر وسمعناه تكراراً ومراراً منذ الحرب العالمية الأولى مروراً بالحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا الحاضر وبالخصوص خلال حركات التحرير من الإستعمار البريطاني والغربي-الأوروبي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص في دول الشرق الأوسط والأدنى والعالم. ألم يتبادر للذهن لماذا؟!. فَالْمُطَّلِعَ على السياسة الإستعمارية في العالم ولو بشكل بسيط يَعْزِي ذلك لسببين، الأول: أن الشُعُوبَ الْمُسْتَعْمَرَةَ قد طفح الكيل عندها من ظلم وإستغلال الْمُسْتَعْمِرِ لموارد بلادها الطبيعية وشعوبها وقامت بحركات تحررية ألحقت وتلحق الضرر بِالْمُسْتَعْمِرَ ورعاياه. والجواب الثاني: أن الْمُسْتَعْمِرَ قد قام بِإثارة النعرات العرقية والدينية والعنصرية … الخ بين شعوب تلك الدول التي تحت حكمه وفي المنطقة والإقليم وربما في بعض مناطق العالم الإستراتيجيّة للمحافظة على تحكمه وادارته لتلك المناطق وشعوب دولها لمصالحه الشخصية والسياسية والدبلوماسية. ولا ولم ولن ينسى أحرار العالم ما فعله الإستعمار البرتغالي سابقاً والبريطاني سابقاً وحالياً وسيفعله مستقبلاً على مستوى العالم والاستعمار الإيطالي في شمال أفريقيا والبريطاني الفرنسي في أفريقيا والشرق الأوسط بالخصوص في مواقع الدول التي تتحكم بمصالح العالم أجمع اقتصادياً ومالياً وعسكرياً … الخ. فالسياسة كما كتبنا سابقاً ليس لها أمان ولا صديق (فالسياسة كما عرَّفناها سابقاً “مصالح ومنافع متبادلة ومشتركة” ومن يخل بها من أي طرف من الأطراف يُعَرِّضُ نفسه ومن معه ودولته للخطر من قبل الطرف أو الأطراف المنغمسين فيها جميعاً). وما يحصل الآن في الحرب الدائرة بين حزب الله ودولة الكيان الصهيوني، ما هي إلا كسر عظم بين القيادتين لاختلال ميزان المصالح والمنافع المتبادلة والمشتركة. ولا ندري إلى أين ستقود قيادات دولة الكيان والقيادات العالمية الداعمة لها في أوروبا وفي أمريكا بالخصوص هذا العآلم إلى أين؟!. ولا ندري هل ستدخل الحرب ايران مع دولة الكيان بعد إغتيال أحد قادة أذرعها القوية في لبنان السيد حسن نصر الله المكنى “أبا المهدي” أم لا؟! أم قوانين السياسة والدبلوماسية هي السبب في التخلي عنه بعد توليه لأمانة حزب الله لثلاثون عاماً (لا يؤمن جانب السياسة والدبلوماسية نهائيا كما ذكرنا مراراً وتكراراً). و هل ستؤدي الحرب القائمة بين دولة الكيان وقوات المقاومة الإسلامية في قطاع غ ز ة وحرب لبنان منذ السابع من اكتوبر 2023 حتى تاريخ كتابة هذه المقالة ونشرها إلى تدخل الصين 🇨🇳 وروسيا وكوريا الشمالية والدول التي تدور في فلكهم الحرب لتصبح حرب عالمية ثالثة أم لا؟. الجواب في رأينا وتقييمنا للأحداث المتواضعة منذ سنين طويلة هي نتيجة تقييم المنافع والمصالح المتبادلة والمشتركة بين الدول لا غير.