د. علي منعم القضاة
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
تتعلق سلسلة مقالتي الجديدة بإيران، وينبغي أن أشير المقصود بها، هم الفرس، المجوس، وما تبعهم من تسميات لاحقاً مثل القرامطة، الفاطميين، الصفويين، والذين يتبعونهم بغباء، وإن التشيع المقصود في مقالاتي؛ هو التشيع الفارسي المقيت، الذي يحقد على العرب والإسلام، وليس المقصود بها التشيع لآل البيت، أو شيعة العرب الذين تضطهدهم إيران، وتنكل بهم لأنهم يعارضون وجودها، ولا يقبلون باحتلالها لبلدانهم في كل البلدان العربية.
المجوسية ديانة وثنية
تعدُ الديانة المجوسية ديانة وثنية، والمجوسُ ليسوا أهل كتاب سماوي، بل تزخر ديانتهم بالخرافات والروايات الفاسدة؛ وتدعي المجوسية بوجود إلهين اثنين، أحدهما إله للخير، والثاني إله للشر، وأن بين الآلهين صراع دائم إلى قيام الساعة. كما يعبد المجوس النار ويعتقدون بأنها يجب أن لا تنطفئ، فلم يعرف تاريخهم أنها انطفأت إلا يوم مولد النبي محمد عليه السلام. وحتى بعد الإسلام، بقيت بيوت نارهم متقدة في العديد من المدن الإيرانية مثل؛ كرمان، وسجستان، وخراسان، وجبال أذربيجان، وأرمينية حتى عهد الخلافة العباسية. ويعتقد المجوس بتناسخ الأرواح، وأن الآلهة يمكن أن تتجسد في البشر، كما في معتقدات بعض الديانات الهندية.
تستطيع أن تستبدل صديقك، ولكن لا تستطيع أن تغير جارك
تبنت الفارسية في ديانتها الزرادشتية النار رمزا للعنف والقوة في التعامل مع الآخرين، ويشهد تاريخ الفرس أنهم يسطرون علاقتهم مع جيرانهم، بنوعٍ من العدائية والاستفزاز والغزو، فالحضارة الفارسية معادية لجيرانها، الأقربين والأبعدين.
جمعت الجغرافيا والتاريخ بين العرب والفُرس، وكان احتكاك القبائل العربية بالإمبراطورية الفارسية مهينا لهويتهم، ولا تعدو علاقتهم مع الفرس عن كونها علاقة، ولاء وخضوع لحكم الإمبراطورية الفارسيّة القديمة، علاقة الحاكم بالمحكوم، علاقة السيد بالعبد.
قبل الإسلام كان العرب يأتمرون بأمر الفرس، فانقلبت الأحوال بعد ظهور الإسلام، وسقوط آخر حكم فارسي من إمبراطوريتهم في معركة القادسية، وهي في عهد عمر بن الخطاب، فحقد الفرس على عمر، واعتبروه عدوهم الأكبر، وأرسلوا شقيهم أبو لؤلؤة المجوسي فقتله في محرابه. يقدس الفرس أبو لؤلؤة، ويسمونه بـ (بابا شجاع الدين)، ويبنون له مزاراً في كاشان، لإقامة اللطميات بذكرى موته.
التشيع الفارسي والتشيع العربي
عندما نتحدث عن التشيع فإن القصد ينصب على ما يقوم به الفرس من ممارسات لا علاقة لها بالدين، ولا بآل البيت، ولا بحقيقة التشيع، إنما هو حقدهم الدفين على العرب والمسلمين؛ الذين نازعوهم السلطة في الشرق، إذ إن هناك ثمة فارق كبير بين التشيع العربي والتشيع الفارسي، العرب الأحرار من الشيعة يكرهون إيران، لأنها تضطهدهم وتطاردهم، كما تفعل مع غيرهم، فقد كان العربي منذ القدم تشيع غيوراً على العروبة، كتشيع الدولة الحمدانية في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية، وكان شاعرها المتنبي شيعيا شاكيا من تهاوي السلطة العربية، حريصا على توحد العرب. وسوف نتناول في مقالات لاحقة الحديث عن الفرس، وهم ما نقصد وليس للشيعة العرب شأن في ذلك إلا الذين يمارون في غيهم، ويتبعون الفرس بغباء مطلق.
يتسترون التقية السياسية، والدينية،
تعدُ الباطنية أو (التقيا)، أهم المبادئ في عقيدة الفرس، وقد اعتنق كثير منهم الإسلام ظاهرياً، كانوا يؤمنون أول النهار ويكفرون آخره ليصدوا عن سبيل الله؛ متسترين برداء التشيع وحب آل البيت، علماً بأن البيت وآله بريئون منهم.
تشبثت إيران الفارسية، بالتشيع لتضفي على نفسها شرعية في العالم، علماً بأن خميني عاش (87) عاماً يدعي الإسلام ولم يحج، رغم كل أموال عوام الشيعة التي يأكلها باسم الخمس، ولو كان وكيلاً عن المهدي لأقام فريضة الإسلام الأعظم وهي الحج.
كما يؤمنون بتناسخ الأرواح، وبعدم انقطاع النبوة، وهذا من لوازم عقيدتهم؛ وبذلك يبررون غيبة إمامهم المنتظر داخل السرداب منذ 1400 عام، وينتظرون خروجه ليقيم العدل في الناس، وأن ملاليهم وكلاء عنه، في تحصيل خمس أموال عوام الشيعة، حتى يخرج.
الفتنة الأولى أحقية الإمامة
بدأت الدعوة السبأية الفارسية؛ بالقول بأحقية الإمام علي ابن أبى طالب رضى الله عنه بالخلافة، قبل أبى بكر الصديق، أو عمر بن الخطاب، أو عثمان رضى الله عنهم، وقد بدأت في أول الأمر كدعوة سياسية لبث الفتنة في صفوف المسلمين، ثم أنشؤوا مذهباً سموه المذهب الشيعي، تشيعاً لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه.
يذكر الباحث الإيراني المقيم في فرنسا محمد علي أمير ((أن زواج الحسين بن علي ببنت آخر ملوك آل ساسان أصبح رمزا لإيران القديمة، بحيث أصبحت تلك الفتاة هي الأم الأولى لجميع أئمتهم، وقد انعقد بها عقد الأخوة بين التشيع، و إيران القديمة الفارسية))، وقد حصر الشيعة أئمتهم ابتداءً من الإمام الرابع في سلالة الحسين بن علي رضي الله عنه.
أولاد الحسين الذي تزوج من شهربانو بنت يزدجرد، ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد، آخر ملوك آل ساسان، أخوالهم الفرس، ولذلك يعظمون الحسين وأبنائه منها، ويحتفلون بالحسين في مهرجاناتهم بورع ظاهري شديد، كيوم عاشورا، ويشبع عوامهم أنفسهم لطماً وضرباً. ولا يذكر الفرس أثناء مجالس عزاء الحسين مقتل أحد من آل البيت من أبنائه وإخوانه الذين قتلوا معه في كربلاء، مع أنهم من أهل البيت أيضاً. إن ما تفعله إيران إنما هو لتجديد أمجاد الفرس الغابرة، وإقامة نظام الولي الفقيه.