د. علي منعم القضاة
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، تتواصل شذراتنا لنشر الوعي عن أطماع إيران في بلاد العرب؛ وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية (https://www.facebook.com/mahmoud.obeidat.351/videos/26168355386451)، لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله الشيخ حسين المؤيد؛ زوج أخت عمار الحكيم، الذي انشق عنهم.
تجديد الحلم الفارسي
يرى الكاتب الفارسي عبد الحسين زرين كوب، (1923-1999)، أن الحضارة العباسية “حضارة فارسيّة بامتياز” ويتحدث عن الفترة التي تغلّب الخليفة المأمون ومناصريه من الفرس، على شقيقه الأمين، وبالتالي وصول الفرس إلى المناصب العُليا في الجيش والقصر العباسي، لتبدأ بذلك القومية الفارسية بالانبعاث من جديد.
إن ما تقوم به إيران حالياً من تصرفات مع دول الجوار لا علاقة له بالدين، أو بالتدين، بقدر ما هو رغبة النظام الإيراني لاستعادة إرث الدولة الصفوية، التي بدأها إسماعيل الصفوي كدولة صفوية، ثم حوَّلها إلى دولة شيعية، الدولة الصفوية التي دمِجت بين التصوف والتشيع، ثم قام إسماعيل الصفوي بنشر التشيع عنوة بين الناس، بطرق جبرية وقهرية فقد اضطهدوا المسلمين السُّنة، وقتلوا عدد كبير منهم، ليجبروهم على التشيع.
نظرتهم بازدراء واحتقار للعرب
يدعو الأديب الإيرانيّ صادق هدايت (1903-1951)، مؤسّس أدب القصة القصيرة ورائد الكتابة المسرحيّة في إيران، إلى “إصلاح الشعب الإيراني عبر العودة إلى الأصول الزرادشتية”، وهو ما عبّر عنه في مسرحياته غير مرة، منوهاً إلى ما ألحقه بهم العرب بقوله: “لم يؤذنا أحد من قبلُ كما فعل العرب، لقد دمّروا كلّ شيء نملكه”، فقد أخضع آكلو السحالي (العرب )، الإيرانيين المتحضرين لحكمهم.
كما تناولت الباحثة الأمريكية جويا بلندل، المتخصصة في الشأن الإيراني، عام 2007 “صورة العرب في الأدب الفارسي”، وقد شملت دراستها كتابات خمسة أدباء إيرانيين، فلاحظت أن كماً كبيراً من التحقير للعرب وللإسلام، ومن وجهة نظر الأدباء الفرس أن الإسلام سيء لأن نبيه عربي، هذه نظرة مثقفيهم وأدبائهم، وعوامهم يتبعون دون أدنى درجات التفكير، بل عليهم باللطم والبكاء والتبعية لما يقال دون أخذ ورد. كما يصف ميرزا حسن الحائري الإحقاقي، في كتابه رسالة الإيمان كبار الصحابة بأنهم: أعراب بدائيون أوباش، وأنهم عباد شهوات عطاشى إلى عفة الفارسيات.
ويقول المفكر الإيراني والأستاذ في جامعة طهران “صادق زيبا”:((أعتقد أن الكثير منا سواء كانوا متدينين، أو علمانيين يكرهون العرب، فكراهية الفرس للعرب ليست من الجهلة أو الأميين، بل من النخبة الواعية والمثقفة في المجتمع، وما لبثت أن تغطت هذه الكراهية بجلباب المذهب، وهو تشيع صفوي لا يمت إلى التشيع العربي بصلة، بل هو نقيضه تماماً.
يضيف زيبا بقوله” يبدو أننا كفرسٍ إيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب؟ فما تزال معركة القادسية ماثلة أمام عيوننا على الرغم من مرور أربعة عشر قرناً، إننا نخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين على العرب، كأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة. أجل إنها كراهية سياسية خبيثة معجونة بالدين، وإنها ثعابين سامة تتخفى تحت العمائم السوداء، تلدغ العرب والإسلام، كلما سنحت لهم فرصة.
ليس الخبر كالعيان
عاصر القراء ما يجري في العديد من الدول العربية؛ في الأحواز العربية التي احتلتها إيران عام 1925، وفي العراق التي احتلتها إيران عام 2003، واستعانوا بمرتزقة أجانب على قتل العرب فيها. وأصبحت بغداد العاصمة العربية الأولى المحتلة بالكامل من الفرس.
وإن ما يحدث اليوم من حرب إبادة وتطهير عرقي عنصري بحق أهل السنة العرب في سوريا التي احتلتها إيران، وأذنابها في المنطقة عام 2010، وما يجري في لبنان من استقواء على الدولة، وفي اليمن من دعم للحوثيين، وفي الكويت، والبحرين، والسعودية.
يستخدم الفرس الإغراء بالمال الذي يجمعونه وفقاً لنظام ولاية الفقيه، ينفقون أموالاً طائلة لإعادة تأهيل وبناء أضرحة يقولون أنها مقدسة، لرموز دينية شيعية، وفي بناء مدارس دينية تتبع حوزتهم الفارسية، وبناء جامعات فارسية في سوريا والعراق لتحقيق مآربهم، وفي المقابل هم يدمرون أضرحة أئمة المسلمين، بل ينبشون قبوراً لأمواتٍ الذين لا ينتمون للمذهب الفارسي.
الولي الفقيه
بعد ثورة خميني عام 1979، ووصول المحافظين إلى السلطة في إيران، ظهر مصطلح الولي الفقيه إلى الوجود، واتبع القادمون الجدد سياسة تصدير الثورة خارج الحدود الإيرانية، عن طريق استنهاض الروح الطائفية لدى الشيعة في الدول العربي، والترويج لفكرة أن الطائفة هي الأساس، وليس القومية التي يتبعونها، وأصبحوا يدعونهم إلى ولاية الفقيه، ويحفزون ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة، لأنها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم.
تعدُ السلطة الدينية والسلطة السياسية متشابكتان تشابكاً تاماً، ومتجسَّدتين في شخص واحد، وفقاً لنظرية الولي الفقيه، كما طوَّر الفرس نظريةً، مفادها أن المجتهد (المتعمق في شريعتهم) فقط، هو من يمكنه تولي مقاليد الحكم، ويكون هو الرأس المدبر لما يجري في الدولة.
يضفي التشيع الفارسي على ولاية الفقيه نوعا من القداسة «الإلهية» المعصومة في انتظار عودة مهديهم المختفي في سردابه منذ 14 قرناً، محاكاة للزرادشتية القديمة التي كانت تنتظر «غودو» (المنقذ ساوشيانت)، ليتفرغ معه الفرس لإدارة حكم العالم، فهو ليس ديناً إسلامياً بل تبعية عمياء للزرادشتية الفرسية. فهل يستفيق العرب ممن يدافعون عن نظام العمائم، وعن الولي الفقيه الفارسي من سباتهم العميق.