د. علي منعم القضاة
إيران في العراق (1)
ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا
المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، تتواصل شذراتنا لنشر الوعي عن أطماع إيران في بلاد العرب؛ وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية (https://www.facebook.com/mahmoud.obeidat.351/videos/26168355386451)، لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله أحد أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبدالعزيز الحكيم، أبرز قيادي حزب الدعوة العراقي التابع لإيران؛ وهي أخت عمار الحكيم، زعيم الحزب حالياً.
خير الكلام ما قل ودل
سوف أختصر شذراتي في الحديث عن العراق في شذرتين اثنتين فقط، اختصاراً لبعض أبرز ما يجري في العراق، مع أن الحقيقة لا يكفيها كتابة مجلدات، وروايات، وأشعار حزينة، كي تنقل الجرائم والفظائع والانتهاكات التي تقوم بها إيران يومياً في العراق، وبحق أبناء الشعب العراقي العظيم، دون أن تجد رادعاً حقيقياً، وسداً منيعاً كالذي كان يمثله يقف الشهيد صدام حسين رحمه الله، أمام أطماعها، فقد كان بحق بوابة العرب الشرقية والمنيعة أمام زحف الفرس غرباً.
أطماعهم تسبقهم
ظهرت أطماع إيران بشكل كبير منذ ثورة خميني عام (1979)، في مد نفوذها وتصدير ثورتها خارج الحدود نحو العالم العربي؛ وعملت على للترويج لفكرة أن المذهب هو الأساس أكثر من القومية، أو الجنسية، من خلال الدعوة إلى نظام ولاية الفقيه، وتحفيز ولاء الشيعة في الدول العربية لإيران، كونها الدولة الشيعية الوحيدة في العالم.
نشر الأباطيل من عقيدتهم
ينشر ملالي طهران، وقادة إيران تصورات باطلة ومزيفة، بأن العراق جزء من إيران، وليس دولة مستقلة، وليس الأمر مقتصراً على خرافات الملالي بل، كل رجالات الدولة الصفوية يجاهرون بذلك، فهذا أبو الحسن بني صدر أول رئيس إيراني بعد ثورة خميني يصرح بالقول أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن آثار طاق كسري مازالت موجودة حتى الآن قرب بغداد. ويزيد عليه رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي بتصريحه أن منطقة الخليج كانت دائماً ملكاً لإيران، وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية.
كما يتباهى قادة إيران بأن العرق ولبنان خاضعتان للإرادة الإيرانية؛ ومن ذلك تصريح قائد فيلق القدس الإيراني الهالك قاسم سليماني “أن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني، وفي العراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بأخر لإرادة طهران وأفكارها”
الغدر طبع متأصل فيهم
منذ عبدالله بن سبأ اليهودي، وأبو لؤلؤة المجوسي، شيمتهم الغدر؛ استخدمت إيران عدة أدوات للسيطرة على العراق، ولتحقيق أطماعها ومد نفوذها غرباً، فقد تعامل خميني مع أدوات تخريبية في العراق، (1977) منذ ما قبل الثورة وما قبل الحرب مع العراق، وشكل أحزاباً وتجمعات فارسية الأصل، حملوا جنسية عراقية زورا وبهتانا، وعملوا تحت مسميات عراقية، وجمعيات خيرية لتقديم المساعدات، وأرسلهم إلى العراق، واستخدمهم طابوراً خامساً لضرب العراق من الداخل، وإثارة الفتن والقلاقل في المدن العراقية، كانت مساعداتهم تحمل السلاح والقنابل اليدوية في أكياس الطحين، وتوزع في الأحياء الفقيرة التي يختفي فيها عناصر حرس ثورة خميني المجوسية الصفوية.
يجاهرون بغيهم
لا تخفي إيران مطامعها وأهدافها ومصالحها، التي تعتبرها إستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، بشكل عام وفي العراق على وجه الخصوص، لكون العراق المنافس التقليدي والأقوى لإيران في المنطقة، وقد كان العراق سداً منيعاً أمام التغلغل الإيراني في الخليج العربي؛ والعالم العربي عموماً، بوجود صدام حسين رحمه الله.
وجود بعض المدن التي يعتبرها شيعة العالم مقدسة مثل النجف وكربلاء، والكاظمية، في العراق، جعل إيران تسعى للسيطرة عليها وتحويلها قبلة للشيعة في العالم، مما يعني مزيداً من النفوذ الإيراني على الطوائف الشيعية المنتشرة في العالم، وتتهم إيران دائماً شيعة العراق بأنهم أكثر ولاءً لإيران، وأكثر تجاوباً معها من ولائهم لحكوماتهم الوطنية. كما ويراهن الفرس في تحقيق أطماعهم على ولاء المجاميع الشيعية التابعة لهم في العديد من المدن العراقية، بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي دول الخليج العربي، واليمن، وسوريا ولبنان
لماذا التركيز على العراق
تنبع الاهتمامات المجوسية بشكل أكبر في العراق، نتيجة للعديد من التصورات الخرافية، التي يتصورنها، تنافي الحقيقة والواقع، إذ يمثل العراق جوهر إستراتيجية إيران، ومحور أطماعها الخارجية. ويعتبرها ملاليهم، جزءاً من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لإيران، وليس دولة مستقلة.
ولكن الحقيقة تقول أن إيران تعتبر أهل السنة جميعاً هم الأعداء الحقيقيون لمذهبها، وأن الحجر العثرة الأساسي أمامها هو العراق، الذي يعدُ بوابة العبور والسيطرة على باقي دول الخليج، ومن ثم بقية العالم العربي لنشر فكر ثورة خميني المجوسية، لو تم احتلال العراق أو التآمر عليه، كما فعلت وتآمرت مع الأمريكان على احتلال العراق.
ملاليهم يفتون باحتلال العراق
قرأ العالم أجمع تصريح رامس فيلد حول مبلغ (200) مليون دولار التي دفعتها، أمريكا للسيستاني، كي لا يصدر فتوى بقتال الأمريكان وقد حصل. ومنذ (17) عشر عاماً وإيران تعيث فساداً في بلاد الرافدين، دون وازع خلقي أو ديني، ولا رادع عربي. وقد استخدمت إيران في استفحال وجودها في أرض الحضارات، في أرض العراق، العديد من الأدوات والممارسات التي رسخت وجودها؛ ومنه أدوات اقتصادية، وثقافية، ودينية، وسياسية، وأدوات أمنية.
وعملت إيران على وضع الأموال في خدمة الكثير من رجال الدين لصرفها على المحتاجين من الناس من قبل قوى إسلامية سياسية شيعية، بغرض التأثير الفكري والسياسي والعملي عليها، بما يتوافق مع التوجهات الإيرانية.
القتل مبدأهم والغدر شيمتهم
منذ فجر الإسلام، وعنوان الفرس القتل والغدر، حيث يشهد التاريخ أن القرامطة (إحدى فرق الباطنية) قد هجموا على الحجاج في بيت الله الحرام سنة (317) من الهجرة، وهو يوم التروية، فقتلوا منهم أكثر من ثلاثين ألفاً، وهدموا قبة بئر زمزم، وخلعوا باب الكعبة، وأزالوا كسوتها، وذبحوا كل من تعلق بأستار الكعبة من الحجاج، ودفنوا المسلمين القتلى فى بئر زمزم، ثم قلعوا الحجر الأسود من مكانه وأخذوه إلى ديارهم.
الخطوة الأولى التي قامت بها قوات الاحتلال الإيرانية الأمريكية في العراق في عام 2003، هي تصفية وقتل مئات الطيارين، ورجال المخابرات، بعد احتلال العراق. وتصفية كل من لم يستطع الفرار من رجال الدين والقادة العسكريين، وطاردت علماء العراق، ونشرت صورهم ليتعرف الناس عليهم.
وفي المقابل عملت إيران على تقديم الدعم المالي والمخابراتي للقوى المؤيدة لها، ووضعت قسماً كبيراً من الأموال تحت تصرف المليشيات المسلحة التي تمارس التهديد، والاختطاف، والقتل، والتخريب ضد مؤسسات الدولة، وضد المجتمع، بما يساعدها على استمرار النشاط الدموي في العراق. وخاصة حزب الدعوة، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، ليحكموا قبضتهم على مكونات المجتمع العراقي.
العبث بالجغرافيا والديموغرافيا
لم تكتفي إيران بالاستيلاء على أرضي بعض المحافظات، أمام تخاذل حكومات صنعتها بنفسها، بل قامت بتغيير خارطة العراق وحذف (نهر صدام)، و(ميناء البكر)، وإلغاء تسمية المحافظات، وإعادتها إلى أسماءها القديمة، وأحدثت خللاً في التوازن الديموغرافي في المناطق المختلطة طائفياً لصالح الفرس من خلال أنصارها داخل العراق، وتهجير سكانها الأصليين بالمضايقات الأمنية والاقتصادية، والضغط على الحكومة العراقية لإعطاء الجنسية العراقية لعدد كبير من الإيرانيين الموجودين في العراق.
وكذلك استغلال ما يسمى بالسياحة الدينية، حيث يدخل رسميا بسببها حوالي 3000 زائر إيراني يومياً إلى العراق، ويدخل غيرهم بطرق سرية ويقيمون بطريقة غير شرعية. وعلاوة على ذلك فقد تعهدت حكومة الجعفري بإقرار خطة توطين ما يزيد عن مليوني شيعي إيراني في الأراضي العراقية مثل ما يحدث في مناطق أبو الخصيب، والزبير في محافظة البصرة.