د. علي منعم القضاة
القراء الأعزاء؛ أسعد الله أوقاتكم بكل خير، أينما كُنتُم، وحيثما بِنتُم، نتذاكر سويًّا في شذراتي العجلونية، ففي كل شذرة منها فكرة في شأن ذي شأن، ننطلق من عجلون العنب والذَّهب، عجلون الحُبِّ والعتب؛ لنطوف العالم بشذراتنا، راجيًا أن تستمتعوا بها. حربنا الفاعلية إعلامية فاغتنموها لعلني مثلكم بقية الشرفاء من هذه الأمة نتابع كل مجريات الأحداث في فلسطين الحبيبة، لحظة بلحظة، ننام ونصحو، وألسنتنا تلهج دعاءً بالتمكين لأهلنا الصابرين المثابرين في غزة العزة، وغزة الصمود وعموم فلسطين الحبيبة، وأن يزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم. أما وإن المؤتمرات العربية والإسلامية –في أغلبها- عاجزة عن قول الحقيقة، أو المساهمة الفاعلة في رفع الظلم عن أهلنا في غزة، فليس أقل من أن نساهم معهم في بيان الحقائق، للناس، وأن نساهم في الحرب إعلامياً كلّ من موقعه، ومكان عمله، في كل بقاع الأرض. 13 رقم شؤم عليهم إنني أراه لزاماً علينا نصرتهم، والذود عنهم ولو بالكلمة وهذا أضعف الإيمان، ولذلك فإنني أقدم لكم في هذه الشذرة، من شذراتي العجلونية وجهة نظر في تحليلات الخبراء على الشاشات والمنصات، وما مدى أهميتها. أولاً: أعتقد أنه وفي كل الحروب العالمية يخرج علينا محللون من جميع الأطراف، يدلون بآرائهم وليس في هذا حرج أبداً، ولا ضرر. ثانياً: أظن أن كثيراً من أهل فلسطين الذين لا تصلهم المعلومات مباشرة ينتظرون هذه التحليلات، وخاصة تحليلات اللواء الدكتور فايز الدويري، وهي مفيدة لهم ليقفوا على الحقائق كما ينتظرون تصريحات قادة المقاومة العسكريين. ثالثاً: إن نشر فيديوهات ومقاطع فيديو عن أضرار العدو لهي مفيدةٌ جداً ومهمة، وهي من قبيل الحرب النفسية والرسائل الموجهة للأعداء وأنصارهم، وحلفائهم في كل مكان. رابعاً: إن نشر فيديوهات ومقاطع فيديو يسجلها أحرار أوربيون وعربيون لهي بمثابة حربٍ أخرى، نشنها على بني صهيون وأعوانهم. خامساً: لو لم تكن المعلومات التي يقولها المحللون تشكلُ حرباً نفسية عليهم؛ لما قامت إدارة فيسبوك بحذف المنشورات أكثر من مرة؛ لا بل تحظر الأشخاص أنفسهم. سادساً: لو لم تكن الإشارات والشعارات مهمة في حربنا النفسية عليهم، وعلى أعوانهم؛ لما جعلت من مدرس يحمل الجنسية البريطانية في إحدى مدارس الكويت الخاصة، يمزق العلم الفلسطيني ويرميه أمام الأطفال في سلة المهملات، ويطلب من طفلة لم تتجاوز العشر سنوات -جهاراً نهاراً- أن تلقي بالكوفية الفلسطينية في سلة المهملات، وهكذا هم يفعلون في جميع أنحاء العالم. سابعاً: إن منصات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الاتصال هي سلاح فعّال، ومهم جداً، لذا يجب علينا وجوباً استخدامه، ونشر أكبر قدر ممكن من الرسائل التي تنطوي على حرب نفسية ضد اليهود، في كل بقاع العالم. ثامناً: إن نشر الأعداد الحقيقية في صور وفيديوهات تشكل عنصر ثابتاً وحقيقياً في تكذيب ادعاءات قادة إسرائيل الذين لا يصرحون في العادة بأكثر من (10%) من الخسائر الحقيقية. تاسعاً: إن نشر صور وفيديوهات عما يجري من حقائق، تبين أعداداً كبيرة من جنود العدو محصنين بدبابتهم التي يقولون عنها فخر الصناعات ومعجزة التكنولوجيا، وفي المقابل يخرج عليهم المقاوم بالبيجاما، أو ببنطلون رياضة دون سترة واقية، يشرد جمعهم، ويقضي عليهم واحداً تلو الآخر؛ إن هذه المشاهد لأشدّ وقعاً على أنفسهم من الحرب نفسها. عاشراً: إن الصورة المطبوعة في عقل الغرب عن العرب وعن المسلمين، هي صورة قاتمة جداً وسيئة جداً، ويجب توضيحها بهذه الرسائل، خاصة تلك الرسائل التي تبين كيفية تعامل المقاومة مع الأسرى والمحتجزين، أو تلك التي تبين جرائم اليهود ومجازهم. حادي عشر: لقد شكلت الأحداث الكبرى علامة فارقة، ودافعاً رئيساً، وعاملاً مهماً لأبناء الغرب غير المنحازين، أو المحايدين الذين يبحثون عن الحقائق بأنفسهم، ويشكلون رأياً صائباً، ثم يقومون بأنفسهم بنشر آرائهم على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاته المختلفة. ثاني عشر: لا يفتأ قادة الغرب وزعماؤه، بل وعلماؤه من إصدار تصريحات عدائية جداً، لأهلنا في فلسطين، ويصفونهم بأقبح الصفات، ويطالبون بإبادتهم الجماعية، فلماذا لا نواجههم بالسلاح نفسه، مدعمين أقوالنا بحقائق من أرض الواقع. ثالث عشر: أنا مع زيادة كم التحليلات، وفي ذات الوقت نركز على التحليلات النوعية، التي تصدر عن خبراء حقيقيين، من أمثال الخبير الاستراتيجي الدكتور فايز الدويري، الذي يتحدث وكأنه يقف مع المقاومين في أرض المعركة، لما لها من أثر طيب على نفسيات أهل غزة، وأثر مؤلم على نفسيات العدو.