فارس الحباشنة
اختلفا على موقف سيارة، واخرج المسدس واطلق 5 رصاصات وارداه قتيلا.جريمة مروعة وقعت قبل اسابيع في عمان.
صحفيا، وما وراء الخبر كانت اقدر ان خلافا كبيرا، وان خبر الامن العام مر مرور الكرام على الجريمة، ودون ان يطنب في تفاصيل الجريمة.
الزملاء في اعلام الامن العام يصيغون اخبار الجريمة والعنف المجتمعي والضبوطات الامنية بحرفية ومهنية اعلامية رفيعة.
و في متابعتي لاخبار الجريمة فان 8 جرائم اطلاق نار وقعت بسبب خلاف على موقف سيارة، وخلافات على ركن مركبة، وخلافات بين جيران
على صوت الازعاج وصوت الموسيقى.
الناس متوترون وغاضبون، وقرفانون، والواحد لا يطيق حاله، ومخنوق ومعصب، ولا يتحمل مرور ذبابة من فوق انفه، ولا يتحمل اي حوار وكلام عادي .
وهو حال الاردنيين.. وقد فقدوا صبرهم وحكمتهم ووقارهم، واحترام واستيعاب الاخر، والتسامح .
ومما نشوف ونتابع، فقد صار الغضب والعنف هو كلمة السر ولغة التفاهم بين الناس.
و الاردنيون ما كانوا زمان هكذا، تسمع قصصا وحكايا تجبر الخاطر، حكايا عن الطيبة والتسامح والود الاردني، وحكايا مضرب للامثال والافتخار .
المسدس والسلاح كان يستعمل في الشدائد والمحن الحقيقة.. وليس «ولدنه» على الطالع والنازل يشهر السلاح وتطلق العيارات النارية.
علينا الاعتراف ان الاردنيين تغيروا، وان وجه السماحة والود الاردني قد تبدل، وصار وجه الاردني ملونا بالغضب ودائما مكشر ومعصب، ومش طايق حاله.
فقط، جولة في شوارع عمان نهارا كافية لرصد حجم الغضب العام، الشر والغضب يتفجر من عيون الناس، والكلام الشاتم والحاد كالسهام ينطلق من وراء زجاج السيارات.
تذهب الى مستشفى المراجعين يتعاركون مع الاطباء والممرضات ، وفي المدارس اولياء الامور يعتدون على المعلمين، وفي الجامعات الطلاب يقطعون بعضهم بالشجار والعراك، ويكسرون السيارات والمكاتب .
و الغريب بالامر ان في العنف الاردني مهاجمة الشرطة ومهاجمة المراكز الامنية، والاعتداء على ممتلكات الدولة.
وفيما يقع من جرائم قتل، وما تولد من عنف مجتمعي ما بين القاتل والمقتول. جلوة القاتل واقاربه والعطوة، والوصول الى الفاعل، والترتيبات الامنية والعشائرية لطي وانهاء الخلاف .
في قضية شفا بدران الاخيرة وتفاعلاتها.. ورد اهل القتيل من عشيرة الحجاج لجاهة بني حسن التي ترأسها الشيخ ضيف الله القلاب، وما وقع من اعمال عنف وفوضى ، فالجاهة تحملت بقلب طيب وزكي ومتسامح ردة فعل الطرف الثاني.
و في ذات القضية يسجل لوزير الداخلية مازن الفراية انه كان حريصا على هيبة الدولة واحترام وسيادة القانون، وفرضه بقوة حكيمة وجريئة، وليس بشكل قاس ودفعة واحدة.
هذه الروح الوطنية العظيمة التي تحلى بها الفراية من ارثنا الاردني العريق ، والذي يحاول البعض اليوم تجاهله ونسيانه في التعامل مع مؤسسات الدولة.
رجل الامن وموظف الدولة ليس عدوا لاحد.. واي اعتداء على الشارع والاملاك العامة والخاصة يجب ان يواجه بحزم وقوة ومناعة القانون، ولا يصح غير هذا.
و لا احد يكبر على الدولة، والجميع تحت القانون..