الدكتور محمد القرعان
“صفقة القرن” التي يحملها الرئيس دونالد ترامب وادارته لحل الصراع العربي الاسرائيلي وحل الصراع -الفلسطيني – الإسرائيلي ، يحتمل اعلانها في أي وقت قريب، وهي لا تضم دولة فلسطينية مستقلة كما كانت في السابق ضمن السياسة الأميركية.
صفقة القرن” كما يزعمون ويروجون، ضمن الخطة الأميركية الاسرائيلية ، تتضمن بلايين الدولارات على شكل مساعدات للفلسطينيين عوضا عن الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى بلايين أخرى لمصر والأردن بعد أن عقد كل منهما معاهدة سلام مع إسرائيل.
فالمجتمع الدولي جميعه يؤيد حق الموقف الفلسطيني في اقامة دولته على ترابه الوطني الفلسطيني وضرورة الاسراع في حل القضية لصالح الشعبين على شكل دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام.
كما وان موقف الاردن ثابت وواضح بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني برفضه صفقة القرن جملة وتفصيلا ، وتحت أي ذريعة كانت ، ومهما بلغت العواقب ، انطلاقا من الثوابت الاردنية الراسخة في الضمير والوجدان والتراب والجبال ومبادىء الثورة العربية الكبرى، بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وغير ذلك فهو مرفوض.
كما اعترف الاردن مؤخرا بوجود ممارسات ضغطوية عليه لتغيير موقفه مقابل مساعدات بالمليارات الدولارات ، لكن كان الجواب واضح امام اللاءات الثلاث للملك القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية ، والحشود الشعبية الاردنية التي جابت المدن والقرى والبوادي والمخيمات دعما لمواقف الملك وانتصارا للقضية الفسطينية العادلة.
ورغم الترويج المتواصل لادارة ترامب في تسويق صفقة القرن والتصريحات المتضمنة إن الخطة أي صفقة القرن ، عادلة وعملية وقابلة للتنفيذ بصورة تحقق للشعوب حياة كريمة في منطقتنا العربية ، وعلى الاخص جاء الرفض السعودي والمصري وبمقدمته الاردني الفلسطيني صلبا للادرة الامريكية .
كما ان زوج بنت الرئيس ترامب بصفته مبعوث السلام الأميركي جاريد كوشنر،، أكد أن فريقه حاول إيجاد حل عادل يضمن للشعوب بعام ٢٠١٩ عيشاً أفضل ، وبدوره اعلن بنيامين نتانياهو خلال حملة الانتخابات الأخيرة للكنيست أنه سيعمل على ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل، او حتى ضم الضفة الغربية كلها.
كوشنر قابل سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض شباط الماضي، وقد فوجئ بحجم الرفض والمعارضة لخطة السلام الأميركية، وأن خادم الحرميين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يؤيد حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه وترابه وقيام دولته.
كما ان الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني واصراره على أن القدس (الشرقية) عاصمة فلسطين الابدية ومعارضة أي يهودي دخول الحرم الشريف جاءت ملبية للامال بافشال المخطط الامريكي الصهيوني.
وقد جاء تصريح كبير المفاوضين الأميركيين للسلام في إدارة باراك أوباما إيلان غولدنبرغ كان ، بإن خطة ترامب ستولد ميتة لأنها تنحاز كثيراً إلى إسرائيل، وسيرفضها الفلسطينيون وكان هذا الكلام مؤشر لضم الضفة الغربية ضمن صفقة القرن الى اسرائيل.
وجاءت هذه الخطة الامريكية لتصفية القلضية الفلسطينية لصالح طرف على اخر دون النظر والاخذ باي اعتبار للحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة ، وتجاهلت بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينين في الضفة وغزة والقتل والتريد والتدمير والظلم ، كما أنها أوقفت المساعدات لوكالة الأمم المتحدة «أونروا» التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين كضغط للرضوخ.
وهنا يستوجب من أوروبا رفض خطة لا تتضمن دولة فلسطينية، وحل الدولتين وعدم الاساءة لمعاهدة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين اسرائيل ومصر واتفاقية وادي عربة.
خطة مزعومة ولدة ميتة وستبقى ميتة ، لن تدوم كثيرا امام الحق العادل للشعب الفلسطيني وامام اصراره والموت دون الحق المشروع.